اسم الکتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها المؤلف : الفارابي، أبو نصر الجزء : 1 صفحة : 133
الباب الثلاثون
القول في اتصال النفوس بعضها
ببعض
وإذا مضت طائفة فبطلت أبدانها ، وخلصت
أنفسها وسعدت؛ فخلفهم ناس آخرون في مرتبتهم بعدهم ، قاموا مقامهم وفعلوا أفعالهم.
فإذا مضت هذه أيضا وخلصت صاروا أيضا في السعادة إلى مراتب أولئك الماضين ، واتصل
كل واحد بشبيهه في النوع والكمية والكيفية. ولأنها كانت ليست بأجسام صار اجتماعها
، ولو بلغ ما بلغ ، غير مضيّق بعضها على بعض مكانها ، إذ كانت ليست في أمكنة أصلا
، فتلاقيها واتصال بعضها ببعض ليس على النحو الذي توجد عليه الأجسام [١].
وكلما كثرت الأنفس المتشابهة المفارقة ،
واتصل بعضها ببعض ، وذلك على جهة اتصال معقول بمعقول ، كان التذاذ كل واحد منها
أزيد شديدا. وكلما لحق بهم من بعدهم ، زاد التذاذ من لحق الآن
[١] في المدينة
الفاضلة يقوم الأبناء مقام الآباء ويفعلون أفعالهم ويمضون قدما في سبيل السعادة.
اسم الکتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها المؤلف : الفارابي، أبو نصر الجزء : 1 صفحة : 133