اسم الکتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها المؤلف : الفارابي، أبو نصر الجزء : 1 صفحة : 116
الباب السابع والعشرون
القول في العضو الرئيس
وكما أن العضو الرئيس في البدن هو
بالطبع أكمل أعضائه وأتمها في نفسه وفيما يخصه ، وله من كل ما يشارك فيه عضو آخر
أفضله؛ ودونه أيضا أعضاء أخرى رئيسة لما دونها ، ورئاستها دون رئاسة الأول ، وهي
تحت رئاسة الأول ترأس وترأس؛ كذلك رئيس المدينة هو أكمل أجزاء المدينة فيما يخصّه
، وله من كل ما شارك فيه غيره أفضله. ودونه قوم مرءوسون منه ويرؤسون آخرين [١].
وكما أن القلب يتكوّن أولا ، ثم يكون هو
السبب في أن يكون سائر أعضاء البدن ، والسبب في أن تحصل لها قواها وأن تترتب
مراتبها ، فإذا اختلّ منها عضو كان هو المرفد بما يزيل عنه ذلك الاختلال ، كذلك
رئيس هذه المدينة ينبغي أن يكون هو أولا ، ثم يكون هو السبب في أن تحصل المدينة وأجزاؤها
، والسبب في أن تحصل الملكات الارادية
[١] رئيس المدينة
أكمل أجزائها كما أن القلب أكمل أعضاء البدن.
اسم الکتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها المؤلف : الفارابي، أبو نصر الجزء : 1 صفحة : 116