اسم الکتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها المؤلف : الفارابي، أبو نصر الجزء : 1 صفحة : 109
الباب الخامس والعشرون
القول في الوحي ورؤية الملك
وذلك : أن القوة المتخيلة إذا كانت في
انسان ما قوية كاملة جدا ، وكانت المحسوسات الواردة عليها من خارج لا تستولي عليها
استيلاء يستغرقها بأسرها ، ولا اخدمتها للقوة الناطقة ، بل كان فيها ، مع اشتغالها
بهذين ، فضل كثير تفعل به أيضا أفعالها التي تخصّها ، وكانت حالها عند اشتغالها
بهذين في وقت اليقظة مثل حالها عند تحللها منهما في وقت النوم ، و (لما كان) كثير
من هذه التي يعطيها العقل الفعّال ، فتتخيلها القوة المتخيلة بما تحاكيها من
المحسوسات المرئية ، فان تلك المتخيلة تعود فترتسم في القوة الحاسة [١].
فإذا حصلت رسومها في الحاسة المشتركة ، انفعلت
عن تلك الرسوم القوة الباصرة ، فارتسمت فيها تلك ، فيحصل عما في القوة
[١] إذا قويت
المتخيلة عند امرئ تحللت أثناء اليقظة من سلطان الحواس والناطقة واتصلت بالعقل
الفعّال وحاكت ما يعطيه إياها برسوم المحسوسات المرئية.
اسم الکتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها المؤلف : الفارابي، أبو نصر الجزء : 1 صفحة : 109