اسم الکتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها المؤلف : الفارابي، أبو نصر الجزء : 1 صفحة : 105
الرطوبة نفسها؛ كذلك
هذه القوة ، متى فعل فيها شيء ، قبلت ذلك عن الفاعل على حسب ما في جوهرها واستعدادها
أن تقبل ذلك [١].
فأي شيء ما فعل فيها ، فإنها ان كان في
جوهرها أن تقبل ذلك الشيء ، وكان مع ذلك في جوهرها أن تقبله كما ألقي إليها ، قبلت
ذلك بوجهين : أحدهما بأن تقبله كما هو وكما ألقي إليها ، والثاني بأن تحاكي ذلك
الشيء بالمحسوسات التي شأنها أن تحاكي ذلك الشيء. وان كان في جوهرها أن لا تقبل
الشيء كما هو ، قبلت ذلك بأن تحاكي ذلك الشيء بالمحسوسات التي تصادفها عندها مما
شأنها أن تحاكي ذلك الشيء. ولأنها ليس لها أن تقبل المعقولات معقولات ، فان القوة
الناطقة ، متى أعطتها المعقولات التي حصلت لديها ، لم تقبلها كما هي في القوة
الناطقة ، لكن تحاكيها بما تحاكيها من المحسوسات. ومتى أعطاها البدن المزاج الذي
يتفق أن يكون له في وقت ما ، قبلت ذلك المزاج بالمحسوسات التي تتفق عندها مما
شأنها أن تحاكي ذلك المزاج [٢].
ومتى أعطيت شيئا شأنه أن يحس ، قبلت ذلك أحيانا كما أعطيت ، وأحيانا بأن تحاكي ذلك
المحسوس بمحسوسات اخر تحاكيه [٣].
وإذا صادفت (المخيلة) القوة النزوعية
مستعدة استعدادا قريبا لكيفية (ما أو هيئة) ، مثل غضب أو شهوة أو لانفعال ما
بالجملة ، حاكت القوة النزوعية بتركيب الأفعال التي شأنها أن تكون عن تلك الملكة
التي
[١] تحاكي المتخيلة
مزاج البدن بالمحسوسات المناسبة لذلك المزاج.
[٢] المتخيلة لا تقبل
الأشياء كما هي بل تحاكيها بالمحسوسات التي لديها.
[٣] تحاكي المتخيلة
المحسوسات الخارجية بالمحسوسات التي لديها.
اسم الکتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها المؤلف : الفارابي، أبو نصر الجزء : 1 صفحة : 105