responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين في طريقه إلى الشهادة المؤلف : الهاشمي الخطيب، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 84

ماءً عذباً صافياً ، فأراق الناس مياههم وجدّدوا مياهاً طيّبة ، واستبشروا بكثرة الماء ، وجدّدوا شكر الله على ذلك. وأحد هاتين المصفاتين صهريج عظيم الدائرة كبيرها لا يكاد يقطعه السابح إلاّ عن جهد ومشقّة ، وكان الماء قد علا فيه أزيد من قامتين ، فتنعّم الناس من مائه سباحة واغتسالاً وتنظيفاً للثياب ، وكان يومهم فيه من أيام راحة السفر. وذكر ابن شهر آشوب [١] : وفي الشقوق رأى الحسين (عليه السّلام) رجلاً مقبلاً من الكوفة فسأله عن أهل العراق ، فأخبره أنّهم مجتمعون عليه ، فقال (عليه السّلام) : «إنّ الأمر لله يفعل ما يشاء ، وربّنا تبارك وتعالى هو كلّ يوم في شأن». ثمّ أنشد :

فإن تكنْ الدنيا تعدُّ نفيسةً

فدارُ ثوابِ اللهِ أعلا وأنبلُ

وإن تكنْ الأموالُ للتركِ جمعها

فما بالُ متروكٍ بهِ المرءُ يبخلُ

وإن تكنْ الأرزاقُ قسماً مقدّراً

فقلّةُ حرصِ المرءِ في الكسبِ أجملُ

وإن تكنْ الأبدانُ للموتِ أُنشأتْ

فقتلُ امرئ بالسيفِ في اللهِ أفضلُ

عليكم سلامُ اللهِ يا آلَ أحمدٍ

فإنّي أراني عنكمُ سوفَ أرحلُ

قالوا : ومن الشقوق سار بظعينته إلى زُبالة.

حتّى أتى زُبالةً حطّ السرى

وجاءهُ الكوفي في جنحِ الدجى

نعى لهُ ابنَ يقطرٍ رسولَه

فيا لهُ على الحسينِ من نبا

(زُبالة) : بضم أوّله ، منزل معروف بطريق مكّة من الكوفة. ذكر المقدسي : من زبالة ـ وهي عامرة واسعة الماء ـ إلى الشقوق أحد وعشرون ميلاً. قال ابن الكلبي : سمّيت زبالة باسم زبالة بنت مسعر ، امرأة من العمالقة نزلتها ، وقيل : سمّيت بزبالة بزبلها الماء ، أي بضبطها له وأخذها منه. وهي قرية عامرة بها أسواق بين واقصة والثعلبية. قال السكوني : زبالة بعد القاع من الكوفة ، وقبل الشقوق فيها حصن وجامع لنبي غاضرة من بني أسد. ويوم زبالة من أيام العرب ، وفي زبالة استنقذ بنو نبهان أو الغاضريون جماعة من الطالبيِّين الذين ثاروا مع


[١] انظر ابن شهر آشوب. ـ المناقب ـ ج ٢ ص ٢١٣.

اسم الکتاب : الحسين في طريقه إلى الشهادة المؤلف : الهاشمي الخطيب، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست