أمّته ، وأمّه فاطمة
الزهراء سيّدة نساء العالمين. ذكر ابن حجر في الإصابة [١]
عن ابن حريب قال : بينما عبد الله بن عمر جالس في ظلّ الكعبة إذ رأى الحسين مقبلاً
، فقال : هذا أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم. وذكر ابن سعد في طبقاته ، ونقل
عنه سبط ابن الجوزي [٢]
قال : كان ابن عباس يمسك بركاب الحسن والحسين حتّى يركبا ، ويقول : هما ابنا رسول
الله. وقال ابن عساكر [٣]
: وكان الحسين في جنازة فأعيا وقعد في الطريق ، فجعل أبو هريرة ينفض التراب عن
قدميه بطرف ثوبه ، فقال له : «يا أبا هريرة ، وأنت تفعل هذا؟!». فقال : دعني.
فوالله لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على رقابهم. وقال الشبراوي [٤]
في فصل له : وقد حلّ الإمام الحسين (رضي الله عنه) من هذا البيت الشريف في أوج
ذراه ، وعلا فيه علوّاً تطامنت الثريا عن أن تصل إلى معناه ، ولمّا انقسمت غنائم
المجد كان له منه السهم الأوفر والحظّ الأكبر ، وقد انحصرت جرثومة هذا البيت فيه
وفي أخيه ، فكان لهما من خلال المجد والفضل ما لا خلاف فيه. كيف لا؟ وهما ابنا
فاطمة البتول ، والملحوظان بعين الودّ والرأفة والقبول من أشرف نبيّ وأكرم رسول. نعم
، كما ذكر :
نسبٌ كأنّ عليهِ من شمسِ الضحى
نوراً ومن فُلكِ الصباحِ عمودا
ما فيهِ إلاّ سيّدٌ من سيّدٍ
حازَ المكارمَ والتقى والجودا
وقال آخر :
فيا نسباً كالشمسِ أبيضَ مشرقا
ويا شرفاً من هامةِ النجمِ أرفعُ
وقال آخر :
ذريةٌ مثلُ ماءِ المزنِ قد طهروا
وطيّبوا فصفت أخلاقُ ذاتهمُ
و (اُمّ القرى) من أسماء مكّة المكرّمة
(زاد الله شرفها وتعظيمها). وفسّر