responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين في طريقه إلى الشهادة المؤلف : الهاشمي الخطيب، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 119

في طريقه إلى كربلا ، فهي لا شك من قرى سواد العراق ، أي حدّ العراق من الغرب ، ومنها سار الحسين إلى الرهيمة فوافاها.

ومُذ أتى عينَ الرُهيمة التقى

بالرجلِ الكوفي في رأدِ الضحى

(الرهيمة) : بلفظ التصغير ، ويجوز أن يكون تصغير رهمة ، وهي المطرة الضعيفة الدائمة ، وهي ضيعة قرب الكوفة. قال السكوني : هي عين بعد خفية إذا أردت الشام من الكوفة. بينها وبين خفية ثلاثة أميال ، وبعدها إلى القطيفة مغرباً. وذكر المتنبّي في مقصورته التي يهجو في آخرها كافو الأخشيدي ، ويعدّد فيها المنازل التي مرّ عليها في طريقه إلى العراق قوله :

فيا لكَ ليلاً على أعكشِ

أحمّ البلادِ خفيّ الصوى

وردنَ الرهيمةَ في جوزهِ

وباقيهِ أكثرُ ممّا مضى

فزعم قوم أنّ المتنبي أخطأ في قوله (جوزه) ، ثمّ قوله (وباقيه أكثر ممّا مضى) ؛ لأنّ الجوز وسط الشيء. ولتصحيحه تأويل وهو : أنّ أعكش اسم صحراء ، والرهيمة عين وسطه ، فتكون الهاء في جوزه راجعة إلى أعكش فيصح المعنى [١]. ذكر محمد بن نما [٢] أنّ الحسين (عليه السّلام) لمّا وصل إلى الرهيمة لقيه رجل من أهل الكوفة يُقال له : أبو هُرم ، فقال : يابن رسول الله ، ما الذي أخرجك عن حرم جدّك؟ فقال (عليه السّلام) : «يا أبا هرم ، إنّ بني اُميّة شتموا عرضي فصبرت ، وأخذوا مالي فصبرت ، وطلبوا دمي فهربت ، وأيمُ الله ليقتلونني فيلبسهم الله ذلاً شاملاً ، ويريهم سيفاً قاطعاً ، ويسلّط عليهم مَنْ يذلّهم [٣] حتّى يكونوا أذلّ من قوم سبأ إذ ملكتهم امرأة فحكمت في أموالهم ودمائهم». ورأد الضحى : أي وقت ارتفاع الشمس وانبساط الضوء. فالحسين (عليه السّلام) سار من الرهيمة ، وواصل سيره إلى قصر مقاتل فنزل عنده.


[١] انظر ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ـ ج ٤ ص ٣٤٤.

[٢] انظر محمد بن نما ـ مقتل الحسين ـ ص ٢٣.

[٣] ومثله ذكر الصدوق ، انظر ـ الأمالي ـ ص ٩٣.

اسم الکتاب : الحسين في طريقه إلى الشهادة المؤلف : الهاشمي الخطيب، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست