اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 53
الشيخ المفيد ٤١٢ هـ
:
قال الشيخ المفيد احد مراجع الشيعة في
أخريات القرن الرابع الهجري وبدايات القرن الخامس في كتابه (الإرشاد) ما خلاصته :
(كتب معاوية إلى الحسن عليهالسلام
في الهدنة والصلح ، وأنفذ إليه بكتب أصحابه الذين ضمنوا له فيها الفتك به وتسليمه
إليه ... ، فلم يثق به الحسن عليهالسلام
وعلم احتياله بذلك واغتياله ، غير انه لم يجد بُدّاً من إجابته إلى ما التمس من
ترك الحرب وإنفاذ الهدنة ، لما كان عليه أصحابه مما وصفناه من ضعف البصائر في حقه
والفساد عليه والخلف منهم له ، وما انطوى عليه كثير منهم في استحلال دمه وتسليمه
إلى خصمه ، وما كان من خذلان ابن عمه له ومصيره إلى عدوه ، وميل الجمهور منهم إلى
العاجلة وزهدهم في الآجلة). [١]
أقول
: يتضح من كلام الشيخ المفيد ان الامام
الحسن كان مضطرا إلى الصلح بسبب ضعف البصائر في حقه وفساد الجيش عليه وقد فصل
تلميذه السيد المرتضى رأيه هذا فيما يلي :
السيد المرتضى ٤٣٦ هـ
:
وكتب من بعده تلميذه السيد المرتضى في
كتابه (تنزيه الأنبياء) ما خلاصته : (فإن الذي جرى منه عليهالسلام من أمر الصلح كان
السبب فيه ظاهرا والحامل عليه بيِّنا جليّاً ، لان المجتمعين له من الأصحاب وان
كانوا كثيري العدد وقد كانت قلوب أكثرهم دغلة غير صافية ، وقد كانوا صبَوا إلى
دنيا معاوية ، فأظهروا له عليهالسلام
النصرة وحملوه على المحاربة والاستعداد لها طمعا في أن يورطوه ويسلموه ، وأحس عليهالسلام بهذا منهم قبل
التولج والتلبس ، فتخلى من الأمر وتحرز من المكيدة التي كادت تتم عليه في سعة من
الوقت ...
وقد صرح عليهالسلام
بهذه الجملة وبكثير من تفصيلها في مواقف كثيرة بألفاظ مختلفة ، وقال إنما هادنت
حقناً للدماء وصيانتها وإشفاقا على نفسي وأهل والمخلصين من أصحابي ...
[١] الشيخ المفيد ، الإرشاد
في معرفة حجج الله على العباد
، ص ١٩١ ، دار المفيد بيروت ١٩٩٣ م.
اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 53