اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 529
من قريش ، فلما رأوه
قاموا له غير عبد الله بن عباس. فقال له : يا بن عباس ، فإنا قد كتبنا في الآفاق
ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته ، فكف لسانك ـ يا بن عباس ـ وأربع على نفسك. وإن
كنت لا بد فاعلا فليكن ذلك سرا ولا يسمعه أحد منك علانية. ثم اشتد البلاء بالأمصار
كلها على شيعة علي وأهل بيته عليهمالسلام
، وكان أشد الناس بلية أهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة. واستعمل عليهم زيادا
أخاه [١] وضم إليه البصرة
والكوفة وجميع العراقين. فلما مات الحسن بن علي عليهالسلام[٢] لم يزل الفتنة
والبلاء يعظمان ويشتدان ..). [٣]
والتحريف الذي اصابها هو الجملة الاخيرة
فان مكانها قبل كتابة معاوية الى ولاته وليس بعدها وهو التحريف نفسه الذي اصاب
رواية المدائني.
وفي ضوء ذلك كله :
ينهار التحليل السائد المبني على تفرق
الكوفيين وان معاوية نقض شروطه سنة ٤١ هجرية ، ونحتاج بعد ذلك الى تحليل اخر يفسر
لنا تاخر ملاحقة معاوية للشيعة عشر سنوات مع شدة غضبه وحقده ، تحليل مبني على
اجتماع الكوفيين للحسن عليهالسلام
والتفافهم حوله الذي يفيد استقرار العراق للحسن الامر الذي ادركه معاوية فعرضه على
الحسن ان يبقى كل واحد على بلده ، فلماذا يسلم الحسن ملكا مستقرا له الى معاوية
ويشترط عليه شروطا خاصة؟ وهو ما نبحثه في الفصل التالي :
[١] استعمل معاوية
زيادا على الكوفة سنة ٥١ هـ بعد موت المغيرة وتوفي سنة ٥٣ حكم العراق خمس سنوات
ومعنى ذلك ان ولايته على البصرة سنة ٤٨ هـ.
[٢] هذه الجملة ليس
مكانها هنا بل مكانها في اول الرواية.