اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 493
أن تفي لي به ووقعت
صحيفة الحسن في يد معاوية وقد أرسل معاوية قبل هذا إلى الحسن بصحيفة بيضاء مختوم
على أسفلها وكتب إليه أن اشترط في هذه الصحيفة التي ختمت أسفلها ما شئت فهو لك.
فلما أتت الحسن اشترط أضعاف الشروط التي
سأل معاوية قبل ذلك وأمسكها عنده وأمسك معاوية صحيفة الحسن عليهالسلام التي كتب إليه يسأله
ما فيها.
فلما التقى معاوية والحسن عليهالسلام ، سأله الحسن أن
يعطيه الشروط التي شرط في السجل الذي ختم معاوية في أسفله فأبى معاوية أن يعطيه
ذلك ، فقال لك ما كنت كتبت إلي أولا تسألني أن أعطيكه ، فاني قد أعطيتك حين جاءني
كتابك.
قال الحسن عليهالسلام
وأنا قد اشترطت حين جاءني كتابك وأعطيتني العهد على الوفاء بما فيه فاختلفافي ذلك
فلم ينفذ للحسن عليهالسلام
من الشروط شيئا. [١]
وروى البلاذري ٣ / ٦٧ هذا الخبر بسند
آخر عن جرير بن حازم (ت ١٧٥ هـ) عن النعمان بن راشد [٢]
(توفي في حدود سنة ١٥٠) عن الزهري.
وروى الطبري ٤ / ١٢١ أيضا بسنده عن يونس
الايلي قال :
(وكان الحسن لا يرى القتال ولكنه يريد
أن يأخذ لنفسه ما استطاع من معاوية ثم يدخل في الجماعة. وعرف الحسن أن قيس بن سعد
لا يوافقه على رأيه فنزعه وأمر عبد الله بن عباس. فلما علم عبد الله بن عباس بالذي
يريد الحسن عليهالسلام
أن يأخذه لنفسه كتب إلى معاوية يسأله الأمان ويشترط لنفسه على الاموال التي أصابها
فشرط ذلك له معاوية. وبعث معاوية إليه عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة بن
حبيب بن عبد شمس فقدما على الحسن بالمدائن فأعطياه ما أراد وصالحاه على أن يأخذ من
بيت مال الكوفة خمسة آلاف ألف في أشياء اشترطها.
ثم قام الحسن في أهل العراق فقال يا أهل
العراق إنه سخى بنفسى عنكم ثلاث قتلكم أبى وطعنكم إياي وانتهابكم متاعي ودخل الناس
في طاعة معاوية ودخل معاوية الكوفة فبايعه الناس).