الساهر العزم إذا العزم رقد
الحاسم الداء إذا الداء ورد
فجمع الرأي الذي تفرقا ،
وأبرأ الداء الذي أعيا لارقى [١]
كم عزمة بنفسه امضاها
لم يكل الأمر إلى سواها
كان لنا كأزدشير فارس ،
إذ جد في تجديد ملك دارس
حتى اتقوه كلهم بالطاعه ،
وصار فيهم ملك الجماعه
فلم يزل بالعلوي الخائن ،
المهلك المخرب المدائن
والبائع الأحرار في الأسواق ،
وصاحب الفجار والمراق
وقاتل الشيوخ والأطفال ،
وناهب الأرواح والأموال
ومالك القصور والمساجد
ورأس كل بدعة ، وقائد
حتى علا رأس القناة رأسه
وزال عنه كيده وبأسه
شيخ ضلال شر من فرعون ،
لحيته كذنب البرذون
إمام كل رافضي كافر ،
من مظهر مقالة وساتر
يلعن أصحاب النبي المهتدي
إلا قليلا ، عصبة لم تزدد
وهل رضا إلى أبو العباس
الواسع الحلم الشديد البأس
ما زال يأتي لك ما تريد ،
حتى أتى برأسه البريد
وابتهج الحق وأهل السنة
وشكروا ، والله ، تلك المنه
واصبح الروافض الفجار
يخفون حزنا فوقه استبشار
واستمع الآن حديث الكوفة :
واستمع الآن حديث الكوفة ،
مدينة بعينها معروفة
كثيرة الأديان والأئمة ،
وهمها تشتيت أمر الأمة
مصنوعة بكفر بخت نصر ،
وكفر نمرود امام الكفر
وعشش الشر بها وفرخا ،
ثم بنى بأرضها ورسخا
وغرق العالم من تنورها ،
جزاء شر كان من شرورها
[١] الرقى : التعاويذ ، والواحدة رقية.