اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 385
العلم ومذاكرة الفقه
ورواية الحديث. فكان فيمن دخل عليه منهم : مالك بن انس فقال له أبو جعفر : رأيت
اني اجلسك في هذا البيت ، فتكون من عمّار بيت الله الحرام ، واحمل الناس على علمك
، واعهد إلى أهل الأمصار يوفدون إليه وفدهم ويرسلون إليك رسلهم في أيّام حجهم ، لتحملهم
من أمر دينهم على الصواب والحق ان شاء الله ، وإنما العلم علم أهل المدينة وانت
اعلمهم.
فقال مالك : يا أمير المؤمنين ان أهل
العراق قد قالوا قولا تعدوا فيه طورهم ، ورأيت اني خاطرت بقولي لأنهم أهل ناحية ، واما
أهل مكة فليس بها أحد ، وإنما العلم علم أهل المدينة ، كما قال الأمير ، وان لكل
قوم سلفاً وائمة. فإن رأى أمير المؤمنين اعز الله نصره إقرارهم على حالهم فليفعل.
فقال أبو جعفر : اما أهل العراق فلا
يقبل أمير المؤمنين منهم صرفاً ولا عدلا ، وإنما العلم علم أهل المدينة. [١]
وفيه أيضاً : قال أبو جعفر : يا أبا عبد
الله ضع هذا العلم ودونه ودون منه كتباً ، وتجنب شدائد عبد الله بن عمر ورخص عبد
الله بن عباس ، وشواذ ابن مسعود ، واقصد إلى اواسط الأمور ، وما اجتمع عليه الأئمة
والصحابة رضياللهعنهم
، لنحمل الناس ان شاء الله على عملك وكتبك ، ونبثها في الأمصار ، ونعهد اليهم ان
لا يخالفوها ، ولا يقضوا بسواها.
فقلت له : اصلح الله الأمير ، ان أهل
العراق لا يرضون علمنا ، ولا يرون في عملهم رأينا. فقال أبو جعفر : يُحمَلون عليه
، ونضرب عليهه هاماتهم بالسيف ، ونقطع طيَّ ظهورهم بالسِّياط ، فتعجل بذلك وضعها. [٢]
مالك ينهى عن الأخذ
عن أهل العراق :
روى الفخر الرازي عن محمد بن إسحاق
المسيبي (ت ٢٣٦ هـ) قال حدثني أبي انه لما صلى بالناس بالمدينة جهر ببسم الله
الرحمن الرحيم. قال فأتاني الأعشى أبو بكر [٣]
بن
[١] ابن قتيبة
الدينوري ، الإمامة والسياسة
، ج ٢ ص ١٤٢.
[٢] ابن قتيبة
الدينوري ، الإمامة والسياسة
ج ٢ ص ١٥٠.
[٣] البخاري ومسلم
وأبي داود والترمذي والنسائي عبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله بن أويس بن
اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 385