responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 356

أنَّهم هزموهم ، أنْ لا يدخلوا لهم عسكراً ، ولا يتَّبعوهم ، فلمَّا التقوا هزموا [١] ، وعصوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتنازعوا ، واختلفوا ، ثم صرفهم الله عنهم ليبتليهم ، كما قال الله وأقبل المشركون ، وعلى خيلهم خالد بن الوليد بن المغيرة ، فقتل من المسلمين سبعين رجلاً وأصابهم جراح شديدة ، وكسرت رباعية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ودمي وجهه ، حتَّى صاح الشيطان بأعلى صوته : قتل محمد.

قال ابن إسحاق حدَّثني ابن شهاب الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك أخو بني سلمة قال : قال كعب : عرفت عينيه تزهران من تحت المغفر فناديت بأعلى صوتي : يا معشر المسلمين ابشروا هذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأشار إليَّ أنْ أنصت ، فلما عرف المسلمون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نهضوا به ، ونهض معهم نحو الشعب ، معه : أبو بكر بن أبي قحافة ، وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب ، وطلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ، والحارث بن الصمة ، في رهط من المسلمين ، فلما أسند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الشعب ، أدركه أبي بن خلف وهو يقول : أين يا محمد أين يا محمد لا نجوت إنْ نجوت ، فقال القوم : أيعطف عليه يا رسول الله رجل منّا؟ فقال : دعوه فلمَّا دنا تناول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الحربة من الحارث بن الصمة ، يقول بعض القوم فيما ذكر لي ، فلمَّا أخذها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله انتفض بها انتفاضة تطايرنا عنه تطاير الشعر من ظهر البعير إذا أنتفض بها ، ثم استقبله فطعنه بها طعنة تردّى بها عن فرسه مراراً. [٢]


[١] روى الطبري وابن هشام والواقدي في مغازيه ج ١ ص ٢٢٥ ـ ٢٢٦ إنَّ عليّاً عليه‌السلام قتل طلحة كبش الكتيبة وسُرَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأظهر التكبير وكبَّر المسلمون ، وفي رواية الشيخ المفيد في الإرشاد عن الصادق عليه‌السلام بعد ذكره قتل أمير المؤمنين عليه‌السلام لأصحاب اللواء (وإنهزم القوم وطارت مخزوم فضحها علي عليه‌السلام يومئذ) وقد روى ذلك أيضاً ابن أبي الحديد ج ١٣ ص ٢٩٣ وقال الطبري ج ٢ / ٥١٤ قتل علي أصحابه الألوية.

[٢] ابن جرير الطبري ، تاريخ الطبري ج ٢ ص ٥١٨ ومحمد بن إسحاق سيرة ابن إسحاق (كتاب السير والمغازي) ، تحقيق سهيل زكار ، دار الفكر بيروت ١٣٩٨ هـ ١٩٧٨ م ، ص ٣٣٠ ـ ٣٣١. أقول : من البعيد أن يكون ما ذكره ابن شهاب هذا ، وقد قال الطبري : إنَّ المسلمين أًابهم ما أصابهم من البلاء أثلاثا ، ثلث قتيل وثلث جريح وثلث منهزم وقد جهدته الحرب حتى ما يدري ما يصنع وأصيبت رباعية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله السفلى وشُقَّت شفته وكلم في وجنتيه وجبهته في أصول شعره ، وكيف يقوم بذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي بين يديه وقد واساه بنفسه ، قال الطبري : حدثنا أبو كريب قال حدثنا عثمان بن سعيد قال حدثنا حبان بن علي عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه

اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 356
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست