responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 285

فما نَشِبْتُ [١] أن سمعت صارخاً يصرُخ بي قال : لقد خشيت أن يكون نزل فيَّ قرآن ، فجئت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسلمت عليه ، فقال : لقد أُنزِلت عليَّ الليلة سورة لَهِيَ أحبُّ إليّ مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ (إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً). [٢]

قال مُجَمَّع بن جارية : شهدت الحديبية مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما انصرفنا عنها إذ الناس يوجِفون [٣] الأباعر [٤] فقال الناس بعضهم لبعض : ما للناس؟ قالوا : أوحي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال فخرجنا نوجِف مع الناس حتى وجدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله واقفا عند كُراع الغَميم [٥] ، فلما اجتمع إليه بعض من يريد من الناس قرأ عليهم (إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) ، قال رجل من أصحاب محمد : يا رسول الله أو فتح هو؟ قال : أي والذي نفسي بيده إنّه لفتح. [٦]

قال ابن عُقْبَة : وأقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الحديبية راجعاً فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ما هذا بفتح ، لقد صُدِدُنا [٧] عن البيت وصُدَّ هّدْيُنا وردَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، رجلين من المسلمين كانا خرجا إليه ، فبلغ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قول أولئك فقال : بئس الكلام بل هو أعظم الفتح ... [٨]

٦. قال سَلَمة بن الأكْوَع : بينما نحن قافِلون [٩] من الحديبية نادى منادي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيها الناس البيعة ، البيعة ، قال : فسرنا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو تحت شجرة سَمُرة [١٠] فبايعناه ، وذلك قول الله تعالى (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة)


[١] أي ما لبثتُ.

[٢] ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج ٤ ص ١٧٦. المقريزي ، امتاع الأسماع ، دار الكتب العلمية بيروت ١٩٩٩ م ، ص ٣٠٢.

[٣] أي يحثون الاباعر لتسرع في السير.

[٤] أوجف دابّته : إذذا حثها على السير (لسان العرب).

[٥] اسم موضع بين مكة والمدينة.

[٦] البخاري ، صحيح البخاري بحاشية السندي ج ٢ ص ٢٠٦. وابن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج ٢ ص ١٠٥.

[٧] صُدَّ عن البيت : أي منع من دخوله.

[٨] ابن سيد الناس ، عيون الاثر ، مؤسسة عز الدين بيروت ١٤٠٦ ـ ١٩٨٦ م ، ج ٢ ص ١٢٣.

[٩] أي راجعون.

[١٠] نوع من الشجر يستفاد من خشبة في تسقيف البيوت.

اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 285
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست