responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 124

طرف من اخبار شيعة علي عليه‌السلام في سنوات الصلح

عكرشة بنت الأطش :

دخلت عِكرِشة بنت الأطش على معاوية وهي متوكئة على عكاز لها فسلمت عليه بالخلافة ، فقال لها معاوية : هية يا عكرشة الآن صرت أمير المؤمنين؟

قالت : نعم إذ لا عليَّ حيٌّ.

فقال لها معاوية : ألستِ صاحبة الكور المسدول ، والوسط المشدود والمتقلدة بالسيف ذي الحمائل ، وأنت واقفة بين الصفين يوم صفين تقولين :

أيها الناس عليكم أنفسكم ، لا يضركم من ضل إذ اهتديتم ... إنَّ معاوية دلف إليكم بعجم العرب ، غلف القلوب ، لا يعرفون الإيمان ولا يدرون ما الحكمة ، دعاهم بالدنيا فأجابوه ، واستدعاهم إلى الباطل فلبوه. فالله ، الله عباد الله في دين الله وإياكم والتواكل فإن ذلك نقض عرى الإٍلام وإطفاء نور الحق ، وإظهار الباطل ، وذهاب للسنة.

هذه بدر الصغرى ، والعقبة الأخرى ...

ثم قال : ما حملك على ذلك؟

قالت : يا أمير المؤمنين ، يقول الله ، عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) المائدة / ١٠١ ، إنَّ اللبيب إذا كره شيئاً لا يحب إعادته.

قال : صدقت ، اذكري حاجتك.

قالت يا أمير المؤمنين ، إن الله تعالى جعل صدقاتنا على فقرائنا ومساكيننا ، وردَّ أموالنا فينا إلا بحقها ، وإنّا فقدنا ذلك ، فما ينتعش لنا فقير ولا ينجبر لنا كسير ، فإن كان ذلك من رأيك فمثلك من انتبه من الغفلة ، وراجع العقل وإن كان عن غير رأيك فما مثلك من استعان بالخونة ، واستعمل الظلمة.

قال معاوية : يا هذه ، إنه تنوبنا النوائب هي أولى بنا منكم ، من بحور تنبثق ، وثغور تنفتق.

اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست