اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 122
(وكان معاوية يقول : إني لا أضع سيفي
حيث يكفيني سوطي ، ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني ، ولو أن بيني وبين الناس شعرة
ما انقطعت. فقيل له : كيف؟ قال : إذا مدوها خليتها ، وإذا خلوها مددتها.
وأغلظ له رجل فحلم عنه ، فقيل له : أتحلم
عن هذا؟ قال : إنا لا نحول بين الناس وألسنتهم ما لم يحولوا بيننا وبين سلطاننا.
وعن احمد عن علي عن عبد الله وهشام بن سعد عن عبد الملك بن عمير قال : اني لا احول
بين الناس وبين ألسنتهم ما لم يحولوا بيننا وبين ملكنا). [١]
وروى البلاذري قال حدثني أبو مسعود عن
عليّ بن صالح عن عيسى بن يزيد المدني قال ، قالت فاختة بنت قرظة امرأة معاوية : يا
أمير المؤمنين ، لم تصانع الناس وترى أنّهم منصفون منك ، فلو أخذتهم من عل كانوا
الأذلَّين وكنت لهم قاهرا ، فقال : ويحك إنّ في العرب بقيّة بعد ، ولو لا ذلك لجعلت
عاليها سافلها ، فقالت : والله ما بقي أحد إلَّا وأنت عليه قادر ، قال : فهل لك في
أن أريك بعض ذلك منهم؟ قالت : نعم ، فأدخلها بيتا وأسبل عليها ستره ، ثمّ أمر
حاجبه أن يدخل عليه رجلا من أشراف من بالباب ، فأدخل عليه رجلا من قيس يقال له
الحارث ، فقال له معاوية : يا حويرث ، إيه أنت الذي طعنت في الخلافة وتنقّصت أهلها؟
والله لقد هممت أن أجعلك نكالا ، فقال : يا معاوية إنّما دعوتني لهذا؟ والله إنّ
ساعدي لشديد ، وإنّ رمحي لمديد ، وإنّ سيفي لحديد ، وإنّ جوابي لعتيد ، ولئن لم
تأخذ ما أعطيت بشكر لتنزعنّ عمّا نكره بصغر ، فقال : أخرجوه عنّي ، فأخرج ، فقالت
فاختة : ما أجرأ هذا وأقوى قلبه!! فقال معاوية : ما ذاك إلَّا لإدلاله بطاعة قومه
له ، ثمّ أمر الحاجب فأدخل عليه رجلا من ربيعة يقال له جارية ، فقال له معاوية : إيه
يا جويرية ، أنت الذي بلغني عنك تخبيب للجند وقلَّة من الشكر؟ فقال : وعلام نشكر؟
ما تعطي إلَّا مداراة ولا تحلم
[١] ابن أبي الحديد ،
شرح
نهج البلاغة ، ج ٥١ ص ١٠٢ ، والمسعودي ، مروج
الذهب ، ج ٣ ص ٤١ ، البلاذري ، انساب
الاشراف ، ج ٥ ص ٢٠ ، ٨٥ ، ابن قتيبة الدينوري
، عيون
الاخبار ، دار الكتب العلمية ٢٠٠٣ م ، ١ / ٦٢٦٣
، ٣٩٧ ، تاريخ الطبري ٤ / ٢٤٩ ، الفاضل للمبرد / ٨٧ ، نهاية الارب ٦ / ١٦.
اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 122