responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 107
وفي ضوء هذا البيان يتضح :

أنَّ مبرر الصلح بشكل تنازل مشروط عن السلطة الذي تبلور عند الإمام الحسن عليه‌السلام ليس مرده إلى طبيعة التخاذل والضعف في شخصية الحسن كما تبنى المستشرقون ذلك اعتماداً على روايات موضوعة. [١]

ولا إلى الخيانات والضَّعف والشك الذي عاشه جيش الحسن عليه‌السلام أو شَعبه كما تصوره لنا روايات أخرى كلها من وضع الإعلام العباسي.

بل مرده إلى تفكير موضوعي في الظرف الذي تمر به الرسالة والأمة ليحفظ مصالحهما.

اما مصلحة الرسالة فقد نهض بها علي عليه‌السلام ليكون الكتاب والسنة دون إضافة رأي احد هي الدستور الحاكم في البلاد وليكون رأي الحاكم في المسائل الدينية العملية الشخصية مذهبا من المذاهب يترك فيه الخيار للامة ان شاءت أخذت به وان شاءت تركته وأخذت براي آخر.

اما مصلحة الأمة في زمن الحسن عليه‌السلام فهي معالجة الانشقاق الذي استحكم فيها ، وملاحقة الارهابيين الذين نغصوا العيش الآمن ، والاستعداد لمواجهة تهديد الروم على الجبهة الشمالية الشرقية.


[١] روى المدائني ، قال : لقي عمرو بن العاص الحسن عليه‌السلام في الطواف ، فقال له : يا حسن ، زعمت أن الدين لا يقوم إلا بك وبأبيك ، فقد رأيت الله أقامه بمعاوية ، فجعله راسيا بعد ميله ، وبينا بعد خفائه ، أفرضي الله بقتل عثمان ، أو من الحق أن تطوف بالبيت كما يدور الجمل بالطحين ، عليك ثياب كفرقئ البيض ، وأنت قاتل عثمان ، والله إنه لألم للشعث ، وأسهل للوعث ، أن يوردك معاوية حياض أبيك ، فقال الحسن عليه‌السلام : إن لأهل النار علامات يعرفون بها ، إلحادا لأولياء الله ، وموالاة لأعداء الله ، والله إنك لتعلم أن عليا عليه‌السلام لم يرتب في الدين ، ولا يشك في الله ساعة ولا طرفة عين قط ، وأيم الله لتنتهين يا بن أم عمرو أو لانفذن حضنيك بنوافذ أشد من القعضبية : فإياك والتهجم عليَّ ، فإني من قد عرفت ، لست بضعيف الغمزة ، ولا هش المشاشة ، ولا مرئ المأكلة ، وإني من قريش كواسطة القلادة ، يعرف حسبي ، ولا أدعى لغير أبي ، وأنت من تعلم يعلم الناس تحاكمت فيك رجال قريش ، فغلب عليك جزاروها ، ألأمهم حسبا ، وأعظمهم لؤما ، فإياك عني ، فإنك رجس ، ونحن أهل بيت الطهارة ، أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا ، فأفحم عمرو وانصرف كئيبا. (ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج ١٦ ص ٢٢٢).

اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست