responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 103

وكذلك هي ليس صعبة على العراقيين شيعة علي عليه‌السلام المؤمنين بمشروعه ، فهم على نهجه يحملون همَّ هداية الأمة ومؤازرة القائد الإلهي المذخور لها. وليسوا طلّاب سلطة ودنيا وقد شهد لهم علي عليه‌السلام بذلك.

قال عليه‌السلام : (وليس أهل الشام بأحرص على الدنيا من أهل العراق على الآخرة). [١]

وقال عليه‌السلام مخاطبا لهم : أنتم الأنصار على الحق ، والأخوان في الدين والجنن يوم البأس والبطانة دون الناس. [٢]

وقال عليه‌السلام : الكوفة كنز الإيمان وحجة الإسلام وسيف الله ورمحه يضعه حيث شاء ، والذي نفسي بيده لينتصرنَّ الله بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجار. [٣]

ولا زالت الكلمة الرائعة التي تمثل بها الحسن عليه‌السلام حين رحل عن الكوفة بعد الصلح في حُسن ثقته بالعراقيين يحفظها التاريخ وهي قوله :


الحسن عليه‌السلام كان صحيحا لأنه معصوم ، وكان إصلاحا حقيقيا في الأمة سواء بالتحليل الذي تبنته هذه الدراسة أو بالتحليل السائد إذ ان الأمة قد توحد شقاها وساد الأمان فيها عشر سنوات واختلط العراقيون بالشاميين وتعرفوا على سيرة علي عليه‌السلام وأحاديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه وفي أهل بيته ، ولم يروَّع شيعي واحد خلال هذه الفترة وإنما نكث معاوية عهده مع الحسن عليه‌السلام وغدر به سنة خمسين حيث دس له السم ونقض كل شرط اشترطه. والحديث النبوي الآنف الذكر فيه نبوءة تحققت وهداية للنصف الغربي من البلاد الإسلامية جرت على يد الحسن عليه‌السلام. نعم هناك بعض الكتاب المحدثين من الشيعة حاول تضعيف الحديث ولعل مراد ذلك إلى تركيز بعض الكتاب السنة على صلح الحسن عليه‌السلام ومحاولتهم تخطئة قتال علي عليه‌السلام لأهل الشام من خلاله ، مضافا إلى الغفلة عن كلمة الامام الحسن وكلمة الامام الباقر في الصلح. غير ان كلا الموقفين لا يمثلان الموقف العام لدى المدرستين.

[١] ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، ج ١٥ ص ٨١. الدينوري ، الاخبار الطوال ، ص ٢٧٨. نصر بن مزاحم ، وقعة صفين ، مكتبة المرعشي النجفي ١٤٠٣ ، ص ٤٧١.

[٢] ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج ٧ ص ١٩٣. قال ابن أبي الحديد : الجَنَن : جمع جُنة ، وهي ما يستر به. وبطانة الرجل : خواصه وخالصته الذين لا يطوى عنهم سره.

[٣] ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، دار إحياء التراث ١٩٧٩ م ، ج ٧ ص ١٦٠. وعن سعيد بن الوليد الهجري عن أبيه قال قال علي وهو بالكوفة ما أشد بلايا الكوفة لا تسبوا أهل الكوفة فوالله إن فيهم لمصابيح الهدى وأوتاد ذكر ومتاع إلى حين والله ليدقن الله بهم جناح كفر لا ينجبر أبدا إن مكة حرم إبراهيم والمدينة حرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والكوفة حرمي ما من مؤمن إلا وهو من أهل الكوفة أو هواه لينزع إليها ألا إن الأوتاد من أبناء الكوفة وفي مصر من الأمصار وفي أهل الشام أبدال. ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج ١ ص ٢١٩.

اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست