قدم إلى كربلاء شِمر الخارجي شَرَّ
مَقدم ؛ إذ كان نَذير الحرب ، وحاملاً مِن ابن زياد إلى ابن سعد أسوأ التعاليم
القاسية ، وحَسِبه ابن سعد رَقيباً عليه ، ومُهدِّداً له ، فانقلبت فِكرته ـ إذ
ذاك ـ رأساً على عَقب ؛ لكي يدرأ عن نفسه تُهمة الموالاة للحسين (عليه السّلام) ، طَمعاً
بإمرة الريِّ ؛ فنقل مُعسكره إلى مَقربة مِن الحسين (عليه السّلام) على ضِفاف
العَلقمي ، وأوصد عليه باب الورود منه بمُصراعية ، عهد بحراسة المَشرعة إلى عمرو
بن الحَجَّاج ، كما فعله معاوية بجيش أمير المؤمنين (عليه السّلام) في صِفِّين ، وأخذ
يتظاهر على الحسين (عليه السّلام) ؛ تَقرُّباً إلى ابن زياد ، ويتشبَّه بغُلاة
الخوارج ؛ إرضاءً لمَن معه منهم ، ولم يَقنع بكلِّ ما وقع ، حتَّى زحف بخاصَّته
على الحسين (عليه السّلام) ، وتناول مِن دُريد سَهماً ووضعه في كَبِد قوسه ، ورمى
به إلى مُعسكر الحسين (عليه السّلام) قائلاً : اشهدوا لي عند الأمير ، إنَّني
أوَّل مَن رمى الحسين.
ورأى المُتزلِّفون هذه أسهل وسيلة ، إلى
نَيل القُربى مِن أولياء