النَّهضة قيام جماعة ، أو فرد بأمر
مشروع ، أيْ ما يقتضيه نظام الشرع ، أو المصلحة العامَّة ، كالحركة التي قام بها
الحسين بن علي (عليهما السّلام) [١].
وحقيقة النَّهضة سيَّالة في الأشخاص
والأُمَم ، وفي الأزمنة
[١] الحسين بن علي
بن أبي طالب (عليه السّلام) ، أُمُّه فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) بنت محمّد
المُصطفى (صلَّى الله عليه وآله) ، مِن زوجته الكبرى خديجة أُمُّ المؤمنين (رضوان
الله عليها) ، هو أحد السّبطين ، وخامس أهل الكِساء.
ولِد في المدينة عام الخَندق
، في السنة الرابعة للهِجرة ، في ثالث شعبان المُوافق شهر كانون لسنة ٦٢٦ ميلادي ،
وعاش مع جَدِّه النبي (صلَّى الله عليه وآله) سِتَّ سنواتٍ وشهوراً ، وبَقي بعد
أخيه الحسن عشرة أعوام وأشهراً ، وكان مجموع عُمُره ستَّةً وخمسين عاماً ، وكانت
شهادته بعد الظهر مِن يوم الجمعة عاشر مُحرَّم الحرام سنة ٦١ هجري ، الموافق سنة
٦٨٠ ميلادي ، بحاير الطَّف مِن كربلاء في العراق ، واشترك في قتله ، شِمر بن ذي
الجوشن ، وسِنان بن أنس ، وخولِّي بن يزيد مِن قوّاد جيش عمر بن سعد ، الذي أرسله
والي الكوفة عبيد الله بن زياد ، بأمر مِن أمير الشام يزيد بن مُعاوية ؛ ليحصروا
الحسين ورجاله ، ويقتلوهم عُطاشى ، فقتلوهم ، ثمَّ نهبوا رِحاله ، وسبوا آله
مُسفَّرين إلى الكوفة ، ثمَّ إلى الشام ، فالمدينة. وإنَّ اشتهار فضائل الحسين
والآثار المرويَّة فيه ، ومنه ، وعنه ، في كتب الحديث والتاريخ ، ليُغني عن
التوسُّع في ترجمته الشريفة.