إنَّ لهذا البحث صِلة قويَّة ، بوضوح
مَقتل الحسين (عليه السّلام) وحوادثه التاريخيَّة ، واستيفاء هذا البحث يُكلِّف
صاحبه ؛ إذ لا يَجد المَنابع الوافية بالتفاصيل الجغرافيَّة عن كربلاء القديمة ، في
أيَّام قتل الحسين (عليه السّلام) ، وإنِّي أجتزي في أداء هذا الواجب بالمُمكِن ، فحسب
ما أظنُّه :
إنَّ كربلاء اسم قديم ، مأثور في حديث
الحسين ، وأبيه ، وجَدِّه (عليهم السّلام) ، ومُفسَّر بالكرب والبلاء ، وإنَّ
كربلاء مَنحوتة مِن كلمة (كور بابل) العربيَّة ، بمعنى مجموعة قُرى بابليَّة ، منها
نينوى القريبة مِن أراضي سَدَّة الهنديَّة ، ثمَّ الغاضريَّة ، وتُسمَّى اليوم
أراضي الحسينيَّة ، ثمَّ كربله بتفخيم اللام بعدها هاء ، وتَقرُب اليوم مِن مدينة
كربلاء جَنوباً وشرقاً ، ثمَّ كربلاء أو عَقر بابل ، وهي قرية في الشمال الغربي
مِن الغاضريَّات ، وبأطلالها أثريَّات مُهمَّة.
ثمَّ النَواويس ، وكانت مَقبرة عامَّة
قبل الفتح الإسلامي ، ثمَّ الحَير رواق بقعته المُشرِّفة ، أو إلى حدود الصَحن
الشريف ، وكان لهذا الحائر وهدة فَسيحة ، محدودة بسِلسلة تِلال مَمدودة ، وربوات
تبدأ مِن