أخذت قضيَّة الحسين (عليه السّلام) تُحرِّك
العزائم ، وتُنبِّه المشاعر في الدوائر الأُمويَّة ، وساد القَلق على حُلفائهم
وأوليائهم ، وهم عالِمون أنَّ حسيناً يضرب على أيدي الجائرين ، ولا يُولِّي فاسقاً
أمر المسلمين ؛ فغدت رجال الحكم الأُموي ألسِنَةً وعيوناً ، وأقلاماً وسيوفاً ، ضِدَّ
الحركة الحسينيَّة ، سيَّما في مناطق العِراق والحِجاز ، واستفزَّوا قبل كلِّ شيء
حكومة الشام ، والهيئة المَركزيَّة بالتأهُّب للخطر الهاشمي ؛ فكتب عمر بن سعد ، وعمارة
بن عقبة ، وعبد الله بن مسلم ، وأضرابهم إلى يزيد :
«أمَّا بعد ، فإنَّ مسلم بن عقيل قَدِم
الكوفة ، وبايعته الشيعة للحسين (عليه السّلام) ، فإنْ يَكُن لك في الكوفة حاجة ، فابعث
إليها رجُلاً قويَّاً ، يُنفِّذ أمرك ، ويعمل مِثل عملك في عدوِّك ؛ فإنّ النعمان
بن بشير ، والي الكوفة رجل ضعيف أو يتضعَّف».
وكأنَّهم ورُسلهم استلفتوا أنظار حكومة
الشام ، إلى أنَّ العراق مفتاح الشرق الأدنى ، وهو باب الشرق الأوسط ؛ فالحسين (عليه