الفَضيلة مَحبوبة الجميع ، والرذيلة
مكروهتهم ، إلاَّ أنَّها محبوبة لدى صاحبها فحسب ، وإذا عُدَّت الفضائل فَضيلةً ، فَضيلة
مِن وفاء ، وسخاء ، وصِدْق ، وصفاء ، وشجاعة ، وإباء ، وعلم ، وعِبادة ، وعِفّة ، وزهادة
، فحسينُ التاريخ رجُلُ الفَضيلة بجميع مَظاهرها ، كما أنّ قاتليه رجال الرذائل
بكلِّ معانيها ، لا يتناهون عن مُنكر فعلوه ؛ فكانت مِن أجل ذلك نهضة الحسين (عليه
السّلام) أُمثولة الحَقِّ والعدل ؛ إذ بَطَلُ روايتها أقوى مِثال للفضيلة ، وقد
كانت حركة ابن زياد أُمثولة الباطل والظلم ؛ إذ بَطَلُ روايتها أقوى مِثال للرذيلة
والفجور ، وما حربهما إلاَّ تمثيلاً لصراع الحَقِّ والباطل ، والحَقُّ مَهْما
قَلَّ مُساعده ، وذَلَّ ساعدُه في البداية ، فإنَّ النصر والفخر حليفاه عند
النهاية ، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ
مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).