لولا أنْ يُقيِّضَ الرحمان ، لإنقاذ هذا
الأُمَّة حُسيناً ، آيةً للحَقِّ ، ورايةً للعدل ، ورمزاً للفضيلة ، ومِثالاً
للإخلاص ، يوازن نفسه ونفوس الأُمَّة في ميزان الشهامة ؛ فيَجد الرُّجحان الكافي
لكَفَّة الأُمَّة ؛ فينهض مُدافِعاً عن عقيدته ، عن حُجَّته ، عن أُمَّته ، عن
شريعته ، دفاع مَن لا يبتغي لقُربانه مَهراً ، ولا يَسئلُكم عليه أجراً ، ودون أنْ
تَلوي لِوائه لامَةُ عدوٍّ ، أو لائِمة صديق ، ولا يَصدُّه عن قَصده مالٍ مُطمَع ،
أو جاهٍ مُطمَح ، أو رأفة باله ، أو مَخافة على عياله.
هذا حسين التاريخ ، والذي يَصلح أنْ
يكون المَثلَ الأعلى لرجال الإصلاح ، وقَلْب حُكمٍ غاشمٍ ظالمٍ ، دون أنْ تأخذه في
الله لومةُ لائِم ، وقد بدت لنهضته آثار عامَّة النفع ، جليلة الشأن ؛ فإنَّها :
أوَّلاً : أولدت حركةً وبركةً ، في رجال
الإصلاح والمُنكرين لكلِّ أمرٍ مُنكَرٍ ؛ حيث اقتفى بالحسين السبط (عليه السّلام) أبناء
الزبير ،