لقد توالت على ابن النبي (صلَّى الله
عليه وآله) جروح دامية ، مِن مُطارَدة الأبطال ، ومُضارَبة الفُرسان ، وأثناء
مُناصرته لأنصاره ، وكاشفة الجيش عن أهل بيته ، وعندما بلغ المُسنَّاة ، رماه ابن
نُمير بسهمٍ ؛ فجرح ما بين فَمِه وحِنكه ، وملأ كَفَّيه دَماً ، فحمد الله وقال :
«اللَّهمَّ احصِهم عدداً ، واقتلهم
بدداً ، ولا تُبقِ منهم أحداً».
ثمَّ ضربه كندي على رأسه بالسيف ؛ فقطع
البرنس وأدمى رأسه ، وامتلأ البرنس دَماً ، فقال الحسين (عليه السّلام) : «لا
أكلتَ بيمينك ، وحَشرك الله مع الظالمين». وألقى البرنس ، ولبس القُلنسوة ، ثمَّ
شجَّ جبينه أبو الحتوف الجُعفي بالحِجارة ؛ فسالت الدماء على وجهه.
وأفضت الإصابات والعصابات ، إلى هواه
نحو مَصرعه ، وأقبل شِمر برجاله يحول بين الحسين (عليه السّلام) ورِحاله ، واغتنمت
رَجَّالة الجيش عندئذٍ فُرصة مَصرعه ، لاغتنام ما في رَحله ، وما على أهله ، أولئك
الذين فقدوا ـ في تلك الساعة الرهيبة ـ حامي حماهم ؛ فاستفزَّت ضجَّتهم مَشاعر
الحسين الهادئة ؛ فرفع رأسه وبصره ، وإذا