يزيد [١] ، كان يُمثِّل شعور شَعبٍ حَيِّ ، ويَجهر
بما تُضمره أُمَّة مَكتوفة اليد ، مَكمومة الفَم ، مُرهَقة بتأثير أُمراء ظالمين.
فقام الحسين (عليه السّلام) مَقامهم ، في
إثبات مَرامهم ، وفَدَّى بكلِّ غالٍ ورخيصٍ لديه ، أو في يديه باذلاً في سبيل
تحقيق أُمنيَته وأُمَّته ، مِن الجهود ما لا يُطيقه غيره ، فكانت نهضته المَظهر
الأتمَّ للحَقِّ ، حينما كان عمل مُعارضيه المَظهر الأتمَّ للقوّة فقط ، مِن غير
ما حَقٍّ ، أو شُبهة حَقٍّ.
[١] إنَّ مَشاهير
الفُضلاء يومئذ في الأُمة الإسلاميَّة ، كسيِّدنا الحسين (عليه السّلام) ، وسعد بن
أبي وقاصّ ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن أبي بكر ، وغيرهم
أنكروا على مُعاوية استخلاف يزيد الخَمور والفَجور.
وقد توجَّس يزيد مِن مُخالَفة
هؤلاء الوجوه خِيفة ؛ لعِلمِه بأنَّ الرأي العامّ في جانبهم.
ولو كان أميناً مِن اتِّفاق
العامَّة معه ، لَما اهتمَّ في اضطهاد هؤلاء وإرغامهم أبداً ، فثبت أنَّ الحسين (عليه
السّلام) يومئذٍ ، كان يُمثِّل في قيامه على يزيد رأي الجمهور ، وشُعور الشعب
الحيّ.