لزينب [١] شأن مُهمٌّ ، ودور كبير النطاق في
قضيَّة الحسين (عليه السّلام) ، وفي نساء العرب نوادر أمثالها مِمَّن قُمْنَ في
مُساعدة الرجال ، وشاركْنَهم في تاريخهم المَجيد ، وقد صحُبت زينب أخاها في سفره
الخطير ، صُحبة مَن تَقصد أنْ تُشاطره في خدمة الدين ، وترويج أمره ؛ فكانت تُدير
بيمناها ضيافة الرجال ، وباليُسرى حوائج الأطفال ، وذاك بنشاط لا يُوصَف ، والمرأة
قد تقوم بأعمال يَعجز عنها الرجُل ، ولكنْ مادام منها القلب في ارتياح ونشاط.
وأمّا لو تَصدَّع قلبه ، أو جرحت منها
العواطف ، فتراها زُجاجة أوراق ، وكسرها لا يُجبر ؛ ولذلك أوصى بهنَّ النبي (صلَّى
الله عليه وآله) ، إذ قال : «رفقاً بالقَوارير». فجَعلهنَّ كزجاج القوارير ، تحتاج
إلى لُطف المُداراة.
فكانت ابنة علي (عليه السّلام) قائمة
بمُهمَّات رحل الحسين
[١] هي (أخت الحسين
(عليه السّلام) ، وزوجة ابن عَمِّها عبد الله بن جعفر الطيَّار).