قال أبو مخنف : فحدّثني جميل بن مرثد
قال : حدّثني الطرمّاح بن عدي : فودّعته وقلت له : دفع الله عنك شرّ الجنّ
والإنس ، إنّي قد امترت لأهلي من الكوفة ميرة ومعي نفقة لهم فآتيهم فأضع
ذلك فيهم ، ثمّ أقبل إليك إن شاء الله فإن ألحقك فوالله لأكوننّ من أنصارك.
قال عليهالسلام
: (فإن كنت فاعلاً فعجّل رحمك الله).
قال : فعلمت أنّه مستوحش إلى الرحال
حتّى يسألني التعجيل ، قال : فلمّا بلغت أهلي وضعت عندهم ما يصلحهم وأوصيت ،
فأخذ أهلي يقولون : إنّك لتصنع مرّتك هذه شيئاً ما كنت تصنعه قبل اليوم ،
فأخبرتهم بما أُريد وأقبلت في طريق بني ثعل حتّى إذا دنوت من عُذيب
«الهجانات» استقبلني «سماعة بن بدر» فنعاه إليّ فرجعت [١].
فظهر ممّا تقدّم أنّ صاحب هذا الخبر هو
الطرمّاح بن الحكم لا الطرمّاح بن عدي.
الثالث
: في موت الطرمّاح في المعركة وعدمه فهل يا ترى حمله قومه من المعركة
وداووه حتّى برئ ـ كما نقلنا ذلك في صدر ترجمته عن المامقاني ـ أو أنّهم
احتزّوا رأسه في نفس الوقت كما قال ذلك آخرون. وبناءاً على المعنى الأوّل
المنقول عنه من رؤية الفرسان العشرين ثمّ تبيّن الأعظم صلىاللهعليهوآله ولا استبعاد في ذلك ، وبناءاً على المعنى الثاني فإنّه ساقط عن الاعتبار ، والله أعلم بحقيقة الحال.
الانصراف ولا ندري
علا تتصرّف بنا وبهم الأُمور في عاقبه. (راجع : مقتل أبي مخنف ، ص ٨٨ ولك
أن تعرض عن الترجمة لهذه الرواية وتستغني بما رواه أبو مخنف فلست أرى
فرقاً يذكر بين الحكايتين.
[١] مقتل أبي مخنف ،
ص ٨٨ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٣ ص ٣٠٧.