في
سبب عدم سفر محمّد بن الحنفية مع أخيه الحسين عليهالسلام
كان السبب لعدم خروج محمّد بن الحنفية
مع أخيه الحسين عليهالسلام
إلى العراق أمران :
أحدهما ـ على ما رواه المؤرخون وأهل
السير ـ أنّه اُهدي درع للحسين فلمّا لبسه الحسين عليهالسلام
فضل عليه مقدار أربعة أصابع ، فأراد الحسين عليهالسلام
أن يرسله إلى بعض الحدّادين ليقطع منه مقدار أربعة أصابع ، وكان محمد بن الحنفية
جالساً فأخذه ولواه على يديه وسرده ، فأصابه بعض الحاضرين بنظرة فشلّت يده من
وقتها وساعتها ، وصار لا يقدر على حمل السلاح.
والأمر الثاني : هو أنّه إعتراه مرض
الأغماء ، وهذا الذي منعه عن الخروج مع أخيه الحسين عليهالسلام
، وكان أمير المؤمنين عليهالسلام
يحبّه حبّاً شديداً ، وشهد معه الجمل وصفين ، وله فيهما المقام المحمود ، وفي بعض
أيّام صفّين قال لأبيه عليهالسلام
: أبه لم لم تأذن لأخوي الحسنين بالبراز وتأذن لي؟ فقال له عليهالسلام : أنّ الحسن والحسين
عيناي ، وأنت يميني ، فأنا اُدافع عن عيني بيميني.
وكان عالماً ، فقيهاً ، منطقياً ، فارساً
، شجاعاً ، يكفي من شجاعته ما ظهر منه يوم الجمل وصفين ، ويكفي من بلاغته خطبته
المشهورة يوم صفين ، وحتى أنّس