وذكر صاحب «الاستيعاب» عن أبي هريرة أنّه
قال : أبصرت عيناي هاتان ، وسمعت اُذناي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وهو يقول : «ترق عين بقه» [١]
، قال : فرقى الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
ثم قال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: افتح فاك ثم قبله ، ثم قال : «اللّهمّ أحبه فأنّي اُحبّه» [٢]
وروى صاحب «ينابيع المودة» عن أبي هريرة
أيضاً ، قال : كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
يدلع لسانه للحسين فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش اليه ، فقال عينية ابن بدر : أراه
يصنع هذا فوالله إنّ لي ولد فما قبّلته قط ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم
«من لا يَرحم لا يُرحم» [٣].
وعن البراء بن عازب [٤]
قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
حامل الحسين بن علي
[١] البقة (البعوضة) كأنّه
يقول اصعد يا صغير الجثة.
[٤] البرآء بن عازب :
صحابي ، ولد قبل الهجرة بعشر سنين ، وقيل : بإثنتي عشر سنه ، شهد مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
خمس عشرة غزوة أوّلها غزوة (اُحد) ، وشهد مع امير المؤمنين عليهالسلام «الجمل وصفين والنهروان»
، وممن كتم الشهادة لأمير المؤمنين عليهالسلام
بخصوص «حديث الغدير بخم» ـ في محضر أميرالمؤمنين عليهالسلام
ـ في قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
«من كنت مولاه فهذا علي مولاه» ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام
لجمع من صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: هل تشهدون على ذلك؟ فشهد من حضر وكتم شهادته البرآء بن عازب وأنس بن مالك فدعى
عليهم أمير المؤمنين عليهالسلام
، فأصاب البرآء عمى ، وأصاب أنس البرص ، وروى الشيخ المفيد رحمه الله في الارشاد :
أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام
قال للبرآء بن عازب ذات يوم بالأبواء : «يقتل إبني الحسين وأنت حي لا تنصره». فلمّا
قتل الحسين عليهالسلام
كان البرآء بن عازب يقول : صدق والله علي بن ابي طالب ، قتل الحسين ولم أنصره. ثم
يظهر الحسرة على ذلك والندم. مات البرآء في الكوفة سنة إحدى وسبعين أو أثنتي
وسبعين. انظر : ترجمة «البرآء بن عازب» في تاريخ من دفن في العراق من الصحابة : ٥٧.