روى الشيخ المفيد رحمه الله عن عبدالله
بن خازم ، قال : أنا والله أول رسول لابن عقيل أمضي إلى القصر وأنظر ما فعل بهاني ،
فمضيت حتى إذا ضرب وحبس ، ركبت فرسي وكنت أول أهل الدار دخل على مسلم بن عقيل
بالخبر ، وإذا نسوة من مراد مجتمعات ينادين : يا عبرتاه! يا ثكلاه! فدخلت على مسلم
وأخبرته بخبر هاني فأمرني أن أنادي في أصحابه وقد ملأ بهم الدور حوله ، وكانوا أربعة
آلاف رجل ، فناديت : يا منصور أمت ، فتنادى أهل الكوفة واجتمعوا إليه فعقد
لعبدالله بن عزيز الكندي راية على ربع كندة ، ويروى أنه عقد لحبيب بن مظاهر راية
وبعثه إلى ركن من أركان الكوفة ، وعقد راية لمسلم بن عوسجة ، وعقد راية إلى
المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، وعقد راية إلى عابس بن شبيب الشاكري [١].
وخرج عليهالسلام
ومعه ما ينوف على الألفين فجاءوا واحاطوا بالقصر ، فخاف ابن زياد واضطرب وضاق عليه
أمره فأخذ يفكّر ولا يدري ما يصنع ، فاستشار محمد بن الأشعث وشبث بن ربعي فأشارا
عليه أن يخرج لهم من القصر ثلاثين رجلاً شاكّين بالسلاح ويتفرّقون مع اصحاب مسلم
بن عقيل ويتكلّم بعضهم مع
[١]الارشاد للمفيد :
٢ / ٥١ ـ ٥٢ ، ومقتل الحسين عليهالسلام
لابي مخنف : ٤١ ـ ٤٢.