مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام - السبزواري، السيد عبد الأعلى

اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى الجزء : 4 صفحة : 151

مراعیا للشرائط من الاستقبال و غیره، و إن کان بعد یوم و لیلة، بل و أزید أیضا {55}، إلّا أن یکون بعد ما تلاشی و لم یصدق علیه الشخص المیت، فحینئذ یسقط الوجوب، و إذا برز بعد الصلاة علیه بنبش أو
_____________________________
عبد اللّه بن أعین، فقلت: مات، قال: مات؟!! قلت: نعم، قال: فانطلق بنا إلی قبره حتّی نصلّی علیه، قلت: نعم، فقال: لا و لکن نصلّی علیه هاهنا، فرفع یدیه یدعو و اجتهد فی الدعاء و ترحم علیه» [1].
و موثق عمار عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: «و لا یصلّی علیه و هو مدفون» [2].
و فیه: أنّ الأخبار السابقة کالنص فی جواز الصلاة المعهودة علی القبر، و جوازها یلزم الوجوب لو لم یصلّ علیه. و بعض الأخبار ظاهر فی أنّها بمعنی مطلق الدعاء، و الترجیح مع تلک الأخبار للنصوصیة و عمل المشهور بحیث تعد هذه الأخبار من الشواذ، و تحمل بقیة الأخبار علی مطلق أقلیة الثواب جمعا و إجماعا، علی أنّ مثل هذه الأخبار إرشاد إلی الاهتمام بحضور صلاة الجنازة قبل الدفن، فعلی هذا یشکل استفادة المرجوحیة المطلقة بعد الدفن أیضا.
و الحاصل: أنّ الصلاة المعهودة مشروعة بعد الدفن بالنسبة إلی من صلّی علیه فضلا عمن لم یصلّ علیه فإنّها واجبة علیه، هذا حکم من لم یصلّ علیه.
و أما من صلّی علیه فیأتی فی المسألة التالیة.
{55} لأنّه لم یرد تحدید بیوم و لیلة، أو إلی ثلاثة أیام، أو ما لم یتغیر فی شی‌ء من النصوص فمقتضی الأصل و الإطلاق جوازها مطلقا إلّا مع عدم صدق الصلاة علی المیت عرفا، أو صحة دعوی الانصراف- کما ادعی عمن مضت علیه یوم و لیلة- و هو من مجرد الدعوی. فما نسب إلی الشیخین بل المشهور من التحدید بالیوم و اللیلة، و إلی سلار من ثلاثة أیام، و إلی ابن الجنید بما لا یتغیّر کلّها بلا دلیل إلّا إذا صح الانصراف المستقر المحاوری.

[1] الوسائل باب: 18 من أبواب صلاة الجنازة حدیث: 4.
[2] الوسائل باب: 18 من أبواب صلاة الجنازة حدیث: 7.

اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى الجزء : 4 صفحة : 151

صيغة PDF

شهادة

الفهرست