ولما ثبت أنّ
كمال العلم إنّما هو بالعمل ، تبيّن أنّه ليس في العلوم ـ بعد المعرفة ـ أشرف من
علم الفقه ؛ لأنّ مدخليّته في العمل أقوى مما سواه ؛ إذ به يعرف أوامر الله تعالى
فتمتثل ، ونواهيه فتجتنب.
ولأنّ معلومه ـ
أعني أحكام الله تعالى ـ أشرف المعلومات بعد ما ذكر.
ومع ذلك ، فهو
الناظم لأمور المعاش ، وبه يتمّ كمال نوع الإنسان.
وقد روينا
بطرقنا عن محمد بن يعقوب ، عن محمد بن الحسن وعلي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن
محمد بن عيسى ، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان ، عن درست الواسطي ، عن إبراهيم
بن عبد الحميد ، عن أبي الحسن موسى عليهالسلام قال :
« دخل رسول
الله صلىاللهعليهوآله المسجد ، فإذا جماعة قد أطافوا برجل ، فقال : ما هذا؟!
فقيل : علّامة. فقال : وما العلّامة؟ فقالوا له : أعلم الناس بأنساب العرب
ووقائعها وأيام الجاهلية ، والأشعار العربية. قال عليهالسلام : فقال النبي صلىاللهعليهوآله : ذاك علم لا يضرّ من جهله ، ولا ينفع من علمه. ثم قال
النبي صلىاللهعليهوآله : إنّما العلم ثلاثة ، آية محكمة ، أو