الحمد لله ربّ
العالمين وصلّى الله على رسوله محمّد وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
عاش رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بين المسلمين يتأملون عبادته من طهارة وصلاة وصوم وحج و
... فيتّبعونه في ذلك ويرجعون إليه فيما اختلفوا فيه أو شكّوا في صحّته ، فلم يكن
اختلاف بين المسلمين في ذلك ولم يكن الاجتهاد في زمانه صلىاللهعليهوآلهوسلم يتعدّى عملية بذل الجهد ، لا كما أصبح عليه الآن ممّا
يدلّ عليه اصطلاحا من استنباط الأحكام الشرعيّة من أدلّتها التفصيليّة.
أمّا ما يراه
البعض من وقوع الاجتهاد من قبل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ كما ذهب إليه الآمدي في «الإحكام» [١] ـ فلا نتّفق
معه ، لأنّه يتنافى صراحة مع قوله تعالى : (وَما يَنْطِقُ عَنِ
الْهَوى)[٢].
وما رواه أبو
داود في سننه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : كنت أكتب