responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لمحات من المعاد المؤلف : الصدر، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 46

وكان السيد جميل الوجه رحب الجبهة ، عريض ما بين السالفين ، فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة من المداد ، ثم لم تزل تزيد وتنمي حتى طبقت وجهه بسوادها.

فاغتم لذلك من حضره من الشيعة ، وظهر من الناصبة سرور وشماتة ، فلم يلبث بذلك إلا قليلاً حتى بدت في ذلك المكان من وجهه لمعة بيضاء فلم تزل تزيد أيضاً وتنمي حتى أسفر وجهه وأشرق.

وافتر السيد ضاحكاً مستبشراً فقال :

كذب الزاعمون أن علياً

لن ينجي محبه من هنات

قد وربي دخلت جنة عدن

وعفا لي الإله عن سيئاتي

فأبشروا اليوم أولياء علي

وتوالوا الوصي حتى الممات

ثم من بعده تولوا بنيه

واحداً بعد واحدٍ بالصفات

ثم أتبع قوله هذا : أشهد أن لا إله إلا الله حقاً حقاً ، وأشهد أن محمداً رسول الله حقاً حقاً ، وأشهد أن علياً أميرالمؤمنين حقاً حقاً ، أشهد أن لا إله إلا الله : ثم أغمض عينه لنفسه فكأنما كانت روحه زبالة طفئت أو حصاة سقطت.

قال : علي بن الحسين : قال لي أبي الحسين بن عون : وكان أذنيه حاضراً فقال : الله أكبر ما من شهد كمن لم يشهد ؛ أخبرني وإلا صمتا الفصيل بن يسار ، عن أبي جعفر وعن جعفر عليهما السلام أنهما قالا : حرام على روح أن تفارق جسدها حتى ترى الخمسة : محمداً وعلياً وفاطمة وحسناً وحسيناً بحيث تقرّ عينها ، أو تسخن عينها ، فانتشر هذا الحديث في الناس فشهد جنازته والله الموافق والمفارق» [١].


[١] البحار : ج ٦ ، ص ١٩٢ ـ ١٩٣.

اسم الکتاب : لمحات من المعاد المؤلف : الصدر، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست