responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء المؤلف : ابن خمير    الجزء : 1  صفحة : 48

شرح قصّة سليمان [١] عليه‌السلام

في آية الفتنة : الكرسيّ والجسد [٢].

قال تعالى : (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ) [ص : ٣٨ / ٣٤] ، ذكر أصحاب المقالات في أشبه أقوالهم [٣] في هذه القصّة ، أنّ سليمان ـ عليه‌السلام ـ كانت له امرأة من كرائمه [٤] اسمها جرادة ، وكان أبوها ملكا من ملوك الجزائر البحريّة ، وكان كافرا ، فمنهم من قال : إنه خطبها إليه [٥] وتزوّجها ـ ومنهم من قال :


[١] قصة سليمان في (تنزيه الأنبياء) ، للشريف المرتضى ٩٢ ، وعرائس المجالس ٣٢٢ ، وابن كثير ٢ / ٢٦٧ ، وتفسير الطبري ٢٣ / ١٠٠ ، وتاريخ الطبري ١ / ٤٩٦ ، وتفسير القرطبي ١٥ / ١٩٩.

[٢] قال القاضي عبد الجبّار الهمذاني في (تنزيه القرآن عن المطاعن) وربّما قيل في قوله تعالى : (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ) كيف يصحّ أن يعزل عن النبوّة ويصير على كرسيّه بعض الشياطين على ما يروى في ذلك؟

وجوابنا أنّ الذي يروى في ذلك كذب عظيم. والصحيح ما روي من أنه تفكّر في كثرة نسائه ومماليكه فقال ـ وقد آتاه الله من القوّة ـ إني لأطؤهنّ في ليلة واحدة فيحملن ويحصل لي من الأولاد العدد الكثير ففعل ، ولم تحبل إلا واحدة وألقت جسدا غير كامل الخلقة فحمل ذلك الجسد إلى كرسيّه فتنبّه عنده على أن الذي فعله من التمنّي كالذّنب ، وأنه كان من حقّه أن ينقطع إلى الله تعالى فيما يرزق من الأولاد : قلّ أو كثر فأناب عند ذلك ، وتاب مما كان منه.

فأمّا أن يعزل ويؤخذ خاتم ملكه ويصير إلى بعض الشياطين ، وأن يطأ ذلك الشيطان نساءه فذلك ممّا لا يجوز على الأنبياء ، وقد رفع الله قدرهم عن ذلك.

[٣] أي في أكثرها إمكان قبول ، أو في أحسن أقوالهم.

[٤] من أزواجه الكريمات ، وقيل في اسمها : الأمينة ـ وهذا كله من مختلقات الرواة ، ومن دسائس الإسرائيليات.

[٥] في المخطوط : خطبها له.

اسم الکتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء المؤلف : ابن خمير    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست