فمن شنيع تخرّصهم [٢] في قصّته ـ عليهالسلام ـ مع امرأة أوريا ، وقلّة مراعاتهم مع من جعله الله تعالى
خليفة في الأرض وشدّ [٣] ملكه ، وآتاه الحكمة وفصل الخطاب ، وسخّر له الجبال يسبّحن
معه والطّير ، وألان له الحديد [٤] ، فممّا اختلقوه عليه أن قالوا :إنّه أشرف يوما من كوّة
كانت في محرابه ، فرأى امرأة تغتسل في حجرتها ، فأعجبه حسنها ، ولين جانبها ،
ورخامة دلّها [٥] ، فشغفه حبّها ، فالتفتت إليه فأسبلت شعرها على جسدها
لتستتر منه ، فزاده ذلك شغفا بها ، ثم أرسل إليها يسألها : من
[١] قصة داود عليهالسلام في : تنزيه الأنبياء
للشريف المرتضى ٨٧ ، وعرائس المجالس ٢٧٩ ، وابن كثير ٢ / ٢٥٥ ، وتفسير الطبري ٢٣ /
٨٨ ـ ٩٤ ، وتاريخ الطبري ١ / ٤٨ ، وتفسير القرطبي ١٥ / ١٦٥.