اسم الکتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء المؤلف : ابن خمير الجزء : 1 صفحة : 175
أقربهم منك
وأدناهم
إليك من في حفرة
أنزلك
وراح من قبرك
مستعجلا
فتّش من فرحته
منزلك
وحلّ ما أخفيت
من عقدة
كنت بخيلا أن
يراها ملك!
قال بشر بن الحارث
رحمة الله عليه [١] : «لابن آدم في ماله ثلاث حسرات ، يجمعه كلّه ، ويتركه
كلّه ، ويسأل عنه كلّه!».
وكما قال علي بن
أبي طالب كرم الله وجهه في خطبة خطبها [٢] : «رفعتم الطّين ، ووضعتم الدّين ، وضيّعتم المساكين ،
وتشبّهتم بالدّهاقين ، فألحقتم بالملاعين!».
أيّها المغالط
لنفسه ، المتغافل عن هيل التراب عليه في رمسه ، راجع بصيرتك وسدّد نحيزتك [٣] ، وقدّر أنك المطلوب وحدك.
قال الله تعالى : (وَكُلُّهُمْ
آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً) [مريم : ١٩ / ٩٥]
يا روّاغ [٤] ، يا خدّاع (لا وَزَرَ إِلى
رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ). فافرغ إلى عقلك من غمرات [٥] حسّك ، وصيّر يومك خيرا من أمسك ، حذار حذار فجأك الموت ،
فبادر إلى التّوبة قبل الفوت. جعلنا الله وإيّاكم ممّن قال وفعل ، وأمر فامتثل ،
بفضله بمنّه ، ولا جعلنا ممّن يرى القذى في عين أخيه ولا يرى الجذع في عينه [٦].
وبالله التوفيق
وبه أستعين ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،
وصلّى على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم تسليما.
[١] بشر بن الحارث
المشهور بالحافي ، من الأئمّة الزهّاد المتصوّفة المحدّثين ، أخذ الحديث عن مالك
وشريك وغيرهما ، توفي سنة (٢٢٧). انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٠٠ ـ ٦٤٩ ،
وانظر مصادر ترجمته ثمّة.