اسم الکتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء المؤلف : ابن خمير الجزء : 1 صفحة : 17
وفي جملة الأصول
التي اجتمع عليها جمهرة المسلمين ، وكما لخّص البغدادي في (الفرق : ٣٤٣) : «أنهم
قالوا بعصمة الأنبياء عن الذنوب ، وتأوّلوا ما روي عنهم من زلاّتهم على أنها كانت
قبل النبوة».
وفي الفرق
الإسلامية من أجاز على الأنبياء الصّغائر من الذنوب وهم أكثر المعتزلة ، على أنهم
يقرّون أنها من الصغائر التي «لا يستقرّ لها استحقاق عذاب وإنما يكون حظه تنقيص
الثواب». وروى الشريف المرتضى في (تنزيه الأنبياء) عن أبي علي الجبّائي المعتزلي
قوله : إن [الذنب] الصغير يسقط عقابه بغير موازنة ، قال : فكأنهم معترفون بأنه لا
يقع منهم ما يستحقّون به الذمّ والعقاب.
وقالت الشيعة
الإمامية : لا يجوز على الأنبياء شيء من المعاصي والذنوب كبيرا كان أم صغيرا لا
قبل النبوة ولا بعدها ، كما قرّر الشريف في التنزيه في مقدّمة كتابه ص ٣.
ونخرج من هذا
ومثله ـ ممّا لا ضرورة إلى الاستفاضة فيه ـ إلى أنّ جمهرة المسلمين ، في كل عصر ،
ينزّهون الأنبياء ، ولا يجيزون عليهم إلاّ ما يليق بهم.
وقد دار كتاب
الشريف المرتضى ، كما دار كتاب مؤلفنا ابن خمير الأموي السبتي في هذا الإطار :
أعني تنزيه الأنبياء عمّا لا يليق بهم ، واجتهد ابن خمير في التّوسّع في تقديم
أخبار الأنبياء التي كانت مجالا لأولئك الجاهلين أو ذوي النيّات السيئة ، أو أولئك
المؤرّخين الضّعاف والقصّاصين الذين يعتمدون على الإثارة والإغراب دون أن يتّقوا
الله تعالى في الكلام على أنبيائه المكرّمين.
اسم الکتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء المؤلف : ابن خمير الجزء : 1 صفحة : 17