responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء المؤلف : ابن خمير    الجزء : 1  صفحة : 108

قال من الباطنيّة باستحالة حشر الأجساد ، والجهلة بعصمة الأنبياء عليهم‌السلام ، على الوجه الذي ذكرناه قبل.

فقالوا : هذا إبراهيم عليه‌السلام على جلالة قدره قد استراب في البعث حتّى طلب رؤية الكيفيّة ليطمئنّ قلبه بنفي الاسترابة. وهذا أشدّ في الاعتراض من كلّ ما ذكروه ، فإن الشّكّ في البعث كفر صراح بالإجماع من كل أمّة [١] ، فإن حقيقة الكفر في الشرع تكذيب الله ورسله. وما ملئت طباق جهنّم [٢] إلاّ من هذا الصّنف الشاكّ فيما جاءت به الرّسل عليهم‌السلام.

فانظر ـ عصمنا الله وإياكم ـ إلى معتقد هذه الوصمة في حقّ الخليل صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أن تؤوّل به. ولأجلها جاء عنه عليه‌السلام أنّه قال [٣] : «نحن أحقّ بالشّكّ من إبراهيم» ؛ نبّه ضعفاء العامة أنّ أنبياء الله تعالى في العصمة والنّزاهة على سواء ، فما جاز على أحدهم جاز على الكلّ. فكأنه يقول : إياكم أن تجوّزوا الشكّ على إبراهيم عليه‌السلام فيما يوحى إليه به ، فإن جوّزتموه عليه فأنا أحق أن تجوّزوه عليّ ، وأنتم لا تجوّزونه عليّ فلا تجوّزوه عليه. ثمّ تأدّب عليه‌السلام مع الأب بقوله : نحن أحقّ.

فصل

[رؤية ... واطمئنان]

في شرح الآية. قال الله تعالى : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى ، قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ، قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [البقرة : ٢ / ٢٦٠].


[١] يقول : إن الإقرار بالبعث والنّشور أساس في كلّ عقيدة في أديان الله.

[٢] طباق جهنّم : طبقاتها ، طبقة فوق طبقة.

[٣] في صحيح مسلم ١ / ١٣٣.

اسم الکتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء المؤلف : ابن خمير    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست