responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 94

المجلس الثالث والأربعون

لمّا نزل الحسين بأرض كربلاء ، دعا جوناً مولى أبي ذر الغفاري ، فجعل جون يصلح له سيفه استعداداً للحرب ، والحسين (ع) يقول [١] :

يا دهرُ اُفٍّ لك منْ خليلِ

كمْ لك بالإشراقِ والأصيلِ

مِن طالبٍ وصاحبٍ قتيلِ

والدَّهرُ لا يقنعُ بالبديلِ

وكلُّ حيٍّ سالكٌ سبيلي

ما أقربَ الوعدَ من الرحيلِ

وإنَّما الأمرُ إلى الجليلِ

فسمعت اُخته زينب بنت فاطمة عليهما‌السلام ذلك ، فقالت : يا أخي ، هذا كلام مَن أيقن بالقتل! فقال (ع) : «نعم يا اُختاه». فقالت زينب : وآ ثكلاه! ينعى الحسين إليَّ نفسه! وبكت النّسوة ، وجعلت اُمّ كلثوم تنادي : وآ محمّداه! وآ عليّاه! وآ اُمّاه! وآ أخاه! وآ حسيناه! وآضيعتنا بعدك يا أبا عبد الله! فعزّاها الحسين (ع) ، ثمّ قال : «يا اُختاه يا اُمّ كلثوم ، وأنت يا زينب ، وأنت يا فاطمة ، وأنت يا رباب ، انظرن إذا أنا قُتلت ، فلا تشققن عليّ جيباً ، ولا تخمشن عليّ وجهاً ، ولا تقلن هجراً». وفي رواية عن زين العابدين (ع) : أنّ الحسين (ع) قال هذه الأبيات عشيّة اليوم التاسع من المحرّم. قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : «إنّي جالس في تلك الليلة التي قُتل أبي في صبيحتها ، وعندي عمّتي زينب تمرّضني ، إذ اعتزل


[١] في بعض الروايات : أنّ الحسين (ع) جلس يصلح سيفه ويقول هذه الأبيات ، وفي رواية اُخرى : أنّ المُصلح للسيف هو جون ، وهو الأقرب إلى الاعتبار ؛ فإنّ موالي الحسين (ع) وخدمه لم يكونوا ليدعوه يصلح سيفه ويعالجه بيده وهم ينظرون ، والرواية الاُولى اشتباه من قول الراوي : وعنده جون وهو يصلح سيفه ؛ فلذاك اعتمدنا على الرواية الثانية. ـ المؤلّف ـ

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست