اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 78
المجلس الخامس والثلاثون
لمّا بلغ الحسين (ع) إلى الحاجر [١] من بطن الرّمة [٢] ، كتب كتاباً إلى جماعة من أهل الكوفة
، منهم : سليمان بن صرد الخزاعي ، والمسيّب بن نجبة ، ورفاعة بن شداد وغيرهم ،
وأرسله مع قيس بن مسهّر الصيداوي ـ وذلك قبل أنْ يعلم بقتل مسلم ـ يقول فيه : «بسم
الله الرحمن الرحيم ، من الحسين بن علي إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين ، سلام
عليكم ، فإنّي أحمد إليكم الله الذي لا إله إلاّ هو. أمّا بعد ، فإنّ كتاب مسلم بن
عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم ، واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقّنا ،
فسألت الله أنْ يحسن لنا الصّنيع وأنْ يثيبكم على ذلك أعظم الأجر ، وقد شخصت إليكم
من مكّة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجّة يوم التّروية ، فإذا قدم عليكم
رسولي ، فانكمشوا في أمركم وجدّوا ، فإنّي قادم عليكم في أيامي هذه إنْ شاء الله
تعالى ، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته». وكان مسلم بن عقيل قد كتب إليه قبل
أنْ يُقتل بسبع وعشرين ليلة. فأقبل قيس بكتاب الحسين (ع) إلى الكوفة ، وكان ابن
زياد لمّا بلغه مسير الحسين (ع) من مكّة إلى الكوفة ، بعث الحُصين بن تميم صاحب
شرطته حتّى نزل القادسيّة ، فلمّا انتهى قيس إلى القادسيّة ، اعترضه الحُصين بن
تميم ليفتّشه فأخرج قيس الكتاب وخرّقه ، فحمله الحُصين إلى ابن زياد فلمّا مثُل
بين يديه ، قال له : مَن أنت؟ قال : أنا رجل من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب وابنه الحسين عليهماالسلام.
قال : فلماذا خرّقت الكتاب؟ قال : لئلاّ تعلم ما فيه. قال : وممَّن الكتاب ، وإلى
مَن؟ قال : من الحسين (ع) إلى جماعة من أهل الكوفة لا أعرف اسماءهم. فغضب ابن زياد
وقال : والله ، لا تفارقني حتّى تخبرني بأسماء هؤلاء القوم أو تصعد المنبر فتسبّ
الحسين بن علي وأباه وأخاه ، وإلاّ قطّعتك إرباً
[١] بحاء مهملة وجيم
وراء مهملة : اسم مكان بطريق الحاج العراقي.
[٢] الرُمّة ، بضمّ
الراء المهملة وتشديد الميم ، وقد تُخفف : قاع عظيم بنجد. ـ المؤلّف ـ
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 78