responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 72

المجلس الثاني والثلاثون

لمّا قُتل ابن عقيل ، قام محمّد بن الأشعث إلى عبيد الله بن زياد فكلّمه في هاني بن عروة ـ وكان محمّد بن الأشعث وأسماء بن خارجة هما اللذان أتيا بهاني إلى ابن زياد وقالا له : أنّه قد ذكرك ، وأقسما عليه أنْ يركب معهما ، ولمْ يكن أسماء يعلم بشيء ممّا كان ، وكان ابن الأشعث عالماً به ـ فقال ابن الأشعث لابن زياد : إنّك قد عرفت منزلة هاني في المصر وبيته في العشيرة ، وقد علم قومه أنّي وصاحبي أتينا به إليك ، وأنشدك الله لما وهبته لي ، فإنّي أكره عداوة المصر وأهله. فوعده أنْ يفعل ، ثمّ بدا له وأمر بهاني في الحال فقال : اخرجوه إلى السّوق فاضربوا عنقه. فاُتي به إلى مكان من السّوق كان يباع فيه الغنم وهو مكتوف ، فجعل يقول : وآ مذحجاه! ولا مذحج لي اليوم. يا مذحجاه! أين مذحج؟ فلمّا رأى أنّ أحداً لا ينصره ، جذب يده فنزعها من الكتف ثمّ قال : أما من عصا أو سكّين أو حجارة أو عظم يحاجز بها رجل عن نفسه؟ ووثبوا إليه فشدّوه وثاقاً ثمّ قيل له : امدد عنقك. فقال : ما أنا بها سخي ، وما أنا بمعينكم على نفسي. فضربه مولى لعبيد الله اسمه رشيد ، فلم يصنع شيئاً ، فقال له هاني : إلى الله المعاد ، اللهمَّ إلى رحمتك ورضوانك. ثمّ ضربه اُخرى فقتله. وأمر ابن زياد بجثّتي مسلم وهاني فصلبتا في الكناسة [١] وبعث برأسيهما إلى يزيد بن معاوية. قال سبط ابن الجوزي : كان رأس مسلم أول رأس حمل من رؤوس بني هاشم ، وجثّته أول جثّة صُلبت.

فإنْ كنتِ ما تدرينَ ما الموتُ فانظُري

إلى هانئٍ في السّوق وابنِ عقيلِ

إلى بطلٍ قدْ هشَّمَ السّيفُ وجهَهُ

وآخرَ يَهوي منْ طمارِ قتيلِ

أصابهُما فرخُ البغيِّ فأصبحَا

أحاديثَ مَن يسري بكلِّ سبيلِ


[١] موضع بالكوفة ، يظهر أنّه كان محلّ اجتماع النّاس. ـ المؤلّف ـ

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست