responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 71

زياد بن عبيد ، عبد بني علاّج من ثقيف ، وأنا أرجو أنْ يرزقني الله الشهادة على يدي شرّ بريّته. فقال له ابن زياد : منّتك نفسك أمراً حال الله دونه وجعله لأهله. فقال له مسلم : ومَن أهله يابن مرجانة إذا لم نكن نحن أهله؟! فقال له ابن زياد : أهله أمير المؤمنين يزيد. فقال مسلم : الحمد لله على كلّ حال ، رضينا بالله حكماً بيننا وبينكم. فقال له ابن زياد : أتظنّ أنّ لك في الأمر شيئاً؟ فقال له مسلم : والله ، ما هو الظنّ ولكنّه اليقين. وقال له ابن زياد : إيه ابن عقيل ، أتيت النّاس وهم جميع أمرهم ملتئم ، فشتتّ أمرهم بينهم وفرّقت كلمتهم وحملت بعضهم على بعض. قال : كلاّ لست لذلك أتيت ، ولكنّكم أظهرتم المنكر ودفنتم المعروف ، وتأمّرتم على النّاس بغير رضىً منهم ، وحملتموهم على غير ما أمركم الله به ، وعملتم فيهم بأعمال كسرى وقيصر ؛ فأتيناهم لنأمر فيهم بالمعروف وننهى عن المنكر ، وندعوهم إلى حكم الكتاب والسنّة ، وكنّا أهل ذلك. فقال له ابن زياد : وما أنت وذاك يا فاسق؟ لِم لمْ تعمل بذلك إذ أنت بالمدينة تشرب الخمر؟ قال مسلم : أنا أشرب الخمر؟! أما والله ، إنّ الله ليعلم أنّك تعلم أنّك غير صادق ، وأنّك أحقّ بشرب الخمر منّي ، وأولى مَن يلغ في دماء المسلمين ولغاً فيقتل النّفس التي حرّم الله قتلها ، ويسفك الدم الذي حرّم الله على الغضب والعداوة وسوء الظن ، وهو يلهو ويلعب كأنْ لمْ يصنع شيئاً. فأخذ ابن زياد يشتمه ويشتم عليّاً وعقيلاً والحسن والحسين عليهم‌السلام ، وأخذ مسلم لا يكلّمه. وفي رواية : أنه قال له : أنت وأبوك أحقّ بالشتيمة ، فاقضِ ما أنت قاضٍ يا عدو الله. ثم قال ابن زياد : اصعدوا به فوق القصر فاضربوا عنقه ، ثمّ اتبعوه جسده. ثمّ قال : أين هذا الذي ضرب ابن عقيل رأسه بالسّيف؟ فدعي بكر بن حمران فقال له : اصعد فلتكن أنت الذي تضرب عنقه. فصعد بمسلم وهو يكبّر ويستغفر الله ويصلّي على رسول الله (ص) ويقول : اللهمَّ ، احكم بيننا وبين قوم غرّونا وكذّبونا وخذلونا. وأشرفوا به على موضع من القصر فضُربت عنقه واُتبع رأسه جثّته.

يا مُسلمُ بنَ عقيلٍ لا أغبّ ثرَى

ضريحِكَ المُزنُ هطّالاً وهتّانا

نصرتَ سبطَ رسولِ اللهِ مُجتَهداً

وذقْتَ في نصرِهِ للضُّرِّ ألوانا

ورامَ تقريعَكَ الرّجسُ الدّعيُّ بما

قدْ كان لفَّقهُ زُوراً وبُهتانا

ألقمتَهُ بجوابٍ قاطعٍ حَجراً

وللجهولِ بهِ أوضحتَ بُرهانا

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست