اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 641
أَشْكرَ الْحَسَنَةَ
وَاُغْضِيَ عَنِ السَّيِّئَةِ ، وَحَلِّنِي بِحِلْيَةِ الصَّالِحِينَ. وَأَلْبِسْنِي
زِينَةَ المُتَّقِينَ فِيْ بَسْطِ الْعَدْلِ وَكَظْمِ الْغَيْظِ ، وَإطْفَاءِ
النَّائِرَةِ ، وَضَمِّ أَهْلِ الْفُرْقَةِ ، وَإصْلاَحِ ذَاتِ الْبَيْنِ ، وَإفْشَاءِ
الْعَارِفَةِ ، وَسَتْرِ الْعَائِبَةِ ، وَلِينِ الْعَرِيكَةِ وَخَفْضِ الْجَنَاحِ
، وَحُسْنِ السِّيرَةِ ، وَسُكُونِ الرِّيحِ ، وَطِيْبِ الْمُخَالَقَةِ ، وَالسَّبْقِ
إلَى الْفَضِيلَةِ ، وإيْثَارِ التَّفَضُّلِ ، وَتَرْكِ التَّعْيِيرِ وَالإفْضَالِ
عَلَى غَيْرِ الْمُسْتَحِقِّ ، وَالقَوْلِ بِالْحَقِّ وَإنْ عَزَّ ، وَاسْتِقْلاَلِ
الخَيْرِ وَإنْ كَثُرَ مِنْ قَوْلِي وَفِعْلِي ، وَاسْتِكْثَارِ الشَّرِّ وَإنْ
قَلَّ مِنْ قَوْلِي وَفِعْلِي ، وامنعني مِنْ السَّرَفِ ، وحصّنْ رزقي مِنْ
التَّلفِ». وأهل بيت الرسول (ص) هم أحسن النّاس أخلاقاً ، لا يلحقهم في ذلك لاحق ،
ولا يسبقهم سابق ، ومنهم تعلّم النّاس مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال ، ومنهم
مولانا الإمام أبو عبد الله الحسين (ع) ، وله في مكارم الأخلاق أخبار كثيرة تنبو
عن الحصر ، منها : إنّه مرّ بمساكين وهم يأكلون كسراً على كساء فسلّم عليهم ، فدعوه
إلى طعامهم فجلس معهم ، وقال : «لولا أنّه صدقة لأكلتُ معكم». ثمّ قال : «قوموا
إلى منزلي». فأطعمهم وكساهم ، وأمر لهم بدراهم. ومن مكارم أخلاقه ، إنّه جنى غلامٌ
له جناية توجب العقاب فأمر بضربه ، فقال : يا مولاي ، (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ).
قال : «خلّو عنه». فقال : يا مولاي ، (وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ). قال : «قد
عفوتُ عنك». قال : يا مولاي ، (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). قال : «أنت
حُرٌّ لوجه الله ، ولك ضعف ما كُنتُ أعطيك». وحيّته جارية بطاقة ريحان ، فقال لها
: «أنت حرّة لوجه الله تعالى». فقيل له : تجيئك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها!
قال : «كذا أدّبنا الله ، قال الله تعالى : (فإِذَا حُيِّيتُمْ
بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) وكان أحسنَ منها عتقُها». أمثل هذا
الإمام في فضائله التي لا تُبارى ، يُزال عن حقّه وتتعدّى عليه بنو اُميّة ، وتخفيه
حتّى أخرجته من حرم جدّه رسول الله (ص) إلى حرم الله ، ثمّ دسّت إليه الرجال
لتغتاله في الحرم ، فخرج إلى العراق فجهّز إليه الدعيُّ ابن الدعيِّ عبيد الله بن
زياد الجيوش ـ بأمر يزيد بن معاوية ـ وضيّق عليه ، ومنعه التوجّه في بلاد الله
العريضة حتّى قُتل عطشان ظامياً ، وحيداً فريداً غريباً ، وقُتلت أنصاره وسُبيت
عياله.
فعلتُمْ بأبناءِ النَّبيِّ ورهطهِ
أفاعيلَ أدناها الخيانةُ والغدرُ
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 641