responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 636

نساءه من بلد إلى بلد ، وأتوا بعلي بن الحسين زين العابدين (ع) ـ وهو عليل ـ مُقيَّداً مُغلّلاً حتّى أدخلوه على يزيد. ومع ذلك ، لمّا طرد أهل المدينة بني اُميّة منها في أيّام يزيد ؛ لِما رأوا من قبح أفعال يزيد وكفره وطغيانه ، وفي جملة المطرودين مروان بن الحكم ، عرض مروان على جماعة من أهل المدينة أنْ يجعل أهله وعياله عندهم فأبوا ، فعرض ذلك على علي بن الحسين (ع) فأجابه إليه ، وجعل عيال مروان مع عياله وحماهم وأكرمهم ، ولكنْ الطّينة الاُمويّة أبت أنْ تُقابل الإحسان إلاّ بالإساءة ، كما قال الشّاعر :

ومَنْ يصنعُ المعروفَ مَعْ غيرِ أهلِهِ

يُجازَى كما جُوزي مُجيرُ اُمِّ عامرِ

وقال الآخر :

ملكنَا فكان العفوُ منَّا سجيَّة

فلمّا ملكتُمْ سالَ بالدَّمِ أبطحُ

وحَلَّلْتُمُ قتلَ الأسارَى وطالَما

غَدوْنا عن الأسْرى نَعفُّ ونصفَحُ

فحسْبُكُمُ هذا التَّفاوتُ بيْنَنا

وكلُّ إِناءٍ بالذي فيهِ يَنْضَحُ

فجازى بنو مروان زين العابدين (ع) على إحسانه هذا ؛ بأنْ جفوا ولده زيد الشّهيد واهتضموه حتّى ظهر بالكوفة فقُتل ، فنبشوه وصلبوه عارياً على جذعٍ بالكوفة أربع سنين ، ثمّ أنزلوه وأحرقوه. لبئسما جزوا رسول الله (ص) في آله وذرّيّته! ولبئسما جزته اُمّة تواليهم:

فلا بلَّ أجداثاً لآلِ اُميَّةٍ

سُقيتْ ولا صَوبُ الغمامِ أصابَها

ليس هذا لرسولِ اللهِ يا

اُمّةَ الطُّغيانِ والبغي جزَا

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 636
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست