اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 628
المجلس الثّالث والخمسون بعد
المئتين
قال ابن الأثير : كان المتوكّل شديد
البغض لعلي بن أبي طالب (ع) ولأهل بيته ، وكان يقصد مَن كان يبلغه عنه أنّه يتولّى
عليّاً وأهله عليهمالسلام
بأخذ المال والدّم ، وكان يُبغض مَن تقدَّمه من الخلفاء ـ المأمون والمعتصم
والواثق ـ في محبتهم لعلي وأهل بيته عليهمالسلام
، وإنّما كان ينادمه ويجالسه جماعةٌ قد اشتهروا بالنّصب والبغض لعليٍّ (ع). وكان
من جماعة ندمائه عبادة المخنّث ، وكان يشدُّ على بطنه تحت ثيابه مخدّة ، ويكشف
رأسه ـ وهو أصلع ـ ويرقص بين يدي المتوكّل ، والمُغنُّون يُغنّون :
قد أقبلَ الأصلعُ البطينْ
خليفةُ المُسلمينْ!
يحكي بذلك عليّاً (ع) والمتوكّل يشرب
ويضحك ، ففعل ذلك يوماً والمُنتصر ولده حاضر ، فأومأ إلى عبادة يتهدده ، فسكت
خوفاً منه ، فقال المتوكّل : ما حالك؟ فقام وأخبره ، فقال المُنتصر : يا أمير
المؤمنين ، إنّ الذي يحكيه هذا الكلب ويضحك منه النّاس ، هو ابن عمِّك وشيخُ أهل
بيتك وبه فخرك ، فكُلْ أنت لحمَه إذا شئت ، ولا تُطعم هذا الكلبَ وأمثاله منه. فقال
المتوكّل للمغنِّين :غنّوا جميعاً :
غارَ الفتَى لابنِ عمّه.
في كلام آخر قبيح.
فكان هذا من جملة الأسباب التي استحلّ
بها المنتصر قتلَ المتوكّل. من شدّة بغض المتوكّل لعلي وأهل بيته عليهمالسلام ؛ أنْ أمر بهدم قبر
الحسين (ع) وهدم ما حوله من المنازل والدور ، وأنْ يُبذر ويُسقى موضع قبره ، وأنْ
يمنع النّاس من إتيانه ، فنادى بالنّاس في تلك النّاحية : مَن وجدناه عند قبره بعد
ثلاثة حبسناه في المطبق. فهرب النّاس
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 628