اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 604
المجلس الثاني والأربعون بعد
المئتين
كان زيد بن علي بن الحسين عليهمالسلام عين أخوته بعد أخيه
أبي جعفر الباقر (ع) وأفضلهم ، وكان عابداً ورعاً فقيهاً ، سخياً شجاعاً ، وظهر
بالسّيف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويطلب بثارات الحسين (ع). وكان سبب خروجه ،
مُضافاً إلى طلبه بدم الحسين (ع) ، أنّه دخل على هشام بن عبد الملك وقد جمع له
هشام أهل الشّام ، وأمر أنْ يتضايقوا في المجلس حتّى لا يتمكّن من الوصول إلى قربه
، فقال له زيد : إنّه ليس من عباد الله أحد فوق أنْ يُوصى بتقوى الله ، ولا من عباده
أحد دون أنْ يوصي بتقوى الله ، وأنا اُوصيك بتقوى الله فاتّقه. فقال له هشام : ما
فعل أخوك البقرة؟ فقال : سمّاه رسول الله (ص) باقر العلم وأنت تُسمِّيه بقرة!
لشدَّ ما اختلفتما في الدُّنيا ، ولتختلفان في الآخرة. فقال له هشام : أنت
المُؤهِّل نفسك للخلافة ، الراجي لها؟ وما أنت وذاك لا اُمَّ لك؟! وإنّما أنت ابن
أمة. فقال له يزيد : إنّي لا أعلم أحداً أعظم منزلة عند الله من نبيٍّ بعثه وهو
ابن أمة ، فلو كان ذلك يقصر عن مُنتهى غايةٍ لم يُبعث ، وهو إسماعيل بن إبراهيم عليهماالسلام ، فالنّبوة أعظم
منزلة عند الله أم الخلافة يا هشام؟ وبعد : فما يقصر برجل أبوه رسول الله (ص) وهو
ابن عليٍّ بن أبي طالب (ع) فوثب هشام من مجلسه ودعا قهرمانه ، وقال : لا يبيتنَّ هذا
في عسكري. فخرج زيد وهو يقول : إنّه لم يكره قومٌ قطّ حدَّ السّيوف إلاّ ذلّوا.
فحُملت كلمتُه إلى هشام فعرف أنّه يخرج عليه ، فأرسل معه مَن يُخرجه على طريق
الحجاز ، ولا يدعه يخرج على طريق العراق. فلمّا رجع عنه المُوكّلون به ـ بعد أنْ
أوصلوه إلى طريق الحجاز ـ رجع إلى العراق حتّى أتى الكوفة ، وأقبلت الشّيعة تختلف
إليه وهم يُبايعونه حتّى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة ، سوى أهل
المدائن والبصرة ، وواسط والموصل ، وخراسان والرّي ، وجرجان والجزيرة ، فحاربه
يوسف بن عمر الثقفي ، فلمّا قامت
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 604