responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 593

المجلس السابع والثلاثون بعد المئتين

حجّ هشام بن عبد الملك في خلافة أخيه الوليد ومعه رؤساء أهل الشّام ، فجهد أنْ يستلم الحجر فلم يقدر من ازدحام النّاس ، فنصب له منبر فجلس عليه ينظر إلى النّاس ، وأقبل علي بن الحسين عليهما‌السلام ، وهو أحسن النّاس وجهاً وأنظفهم ثوباً وأطيبهم رائحة ، فطاف بالبيت ، فلمّا بلغ الحجر الأسود ، تنحَّى النّاس كلّهم وأخلوا له الحجر ليستلمه ؛ هيبة وإجلالاً له ، فغاظ ذلك هشاماً وبلغ منه ، فقال رجل لهشام : مَن هذا؟ أصلح الله الأمير. قال : لا أعرفه. وكان به عارفاً ؛ ولكنّه خاف أنْ يرغب فيه أهل الشّام ويسمعوا منه. فقال الفرزدق ـ وكان حاضراً ـ : أنا أعرفه ، فسلني يا شامي. قال : ومَن هو؟ قال :

هَذا الَّذي تَعرِفُ البَطحاءُ وَطأَتَهُ

وَالبَيتُ يَعرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ

هَذا اِبنُ خَيرِ عِبادِ اللَهِ كُلِّهِمُ

هَذا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطاهِرُ العَلَمُ

هَذا اِبنُ فاطِمَةٍ إِنْ كُنتَ جاهِلَهُ

بِجَدِّهِ أَنبِياءُ اللَهِ قَد خُتِموا

وَلَيسَ قَولُكَ مَن هَذا بِضائِرِهِ

العُربُ تَعرِفُ مَن أَنكَرتَ وَالعَجَمُ

إِذا رَأَتهُ قُرَيشٌ قالَ قائِلُها

إِلى مَكارِمِ هَذا يَنتَهي الكَرَمُ

يَكادُ يُمسِكُهُ عِرفانُ راحَتِهِ

رُكنَ الحَطيمِ إِذا ما جاءَ يَستَلِمُ

اللَهُ شَرَّفَهُ قِدماً وَعَظَّمَهُ

جَرى بِذاكَ لَهُ في لَوحِهِ القَلَمُ

أَيُّ الخَلائِقِ لَيسَت في رِقابِهِمُ

لأَوَّلِيَّةِ هَذا أَو لَهُ نِعَمُ

مَنْ يَشكُرِ اللَهَ يَشكُر أَوَّلِيَّةَ ذا

فَالدّينُ مِن بَيتِ هَذا نالَهُ الأُمَمُ

يُنمى إِلى ذُروَةِ الدينِ الَّتي قَصُرَتْ

عَنها الأَكُفُّ وَعَنْ إِدراكِها القَدَمُ

مَن جَدُّهُ دانَ فَضلُ الأَنبِياءِ لَهُ

وَفَضلُ أُمَّتِهِ دانَت لَهُ الأُمَمُ

مُشتَقَّةٌ مِن رَسولِ اللَهِ نَبعَتُهُ

طابتْ مغارسُهُ والخيمُ والشِّيمُ

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 593
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست