responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 584

مشت الأبناء ، وإنّ العصا من العُصيّة [١] ولا تلد الحيّةُ إلاّ حيَّة.

بَنى لَهُمُ الماضونَ آساسَ هَذِهِ

فَعَلّوا عَلى آساسِ تِلكَ القَواعِدِ

ودعا مسرف النّاس إلى البيعة ليزيد على أنّهم عبيد له ، يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء ؛ إنْ شاء وهب ، وإنْ شاء أعتق ، وإن ْشاء استرقّ ، ومَن امتنع من ذلك قتَله ، فامتنع جماعةٌ فقُتلوا. وجاء مروان بعليِّ بن الحسين (ع) يمشي بينه وبين ابنه عبد الملك حتّى جلس بينهما ، فدعا مروان بشراب ليتحرّم بذلك فشرب منه ، ثمّ ناوله عليَّ بن الحسين (ع) ، فقال له مسلم : لا تشرب من شرابنا. فامتنع ، فقال مسلم : جئتَ تمشي بينهما لتأمن عندي؟ والله ، لو كان إليهما أمر لقتلتُك ، ولكن أمير المؤمنين أوصاني بك وأخبرني أنّك كاتبته ، فإنْ شئت فاشرب. فشرب ، ثمّ أجلسه معه على السّرير ، ثمّ قال له : لعلّ أهلك فزعوا؟ قال (ع) : «إي والله». فأمر بدابة فاُسرجت له وردَّهُ ، ولم يلزمه بالبيعة ليزيد كما شرط على أهل المدينة ، بل بايعه على أنّه أخوه وابنُ عمّه. هذا مسلم بن عقبة مع كفره وطغيانه وتجبره ، قال لعلي بن الحسين (ع) : لعلّ أهلك فزعوا. وشمر بن ذي الجوشن حمل يوم كربلاء حتّى بلغ فسطاط الحسين (ع) ، فطعنه بالرّمح ، ونادى : عليّ بالنّار حتّى أحرق هذا البيت على أهله. فأفزع مُخدَّرات بيت النّبوّة وأخافهن ، فصاحت النّساء وخرجن ، وصاح به الحسين (ع) : «أنت تحرق بيتي على أهلي؟! أحرقك الله بالنّار». فقال حميد بن مسلم : أتقتل الولدان والنّساء؟! والله ، إنّ في قتل الرّجال لَما يرضى به أميرك. فلم يقبل ، فأتاه شبث بن ربعي ، فقال : أفزعنا النّساء ثكلتك اُمّك! فاستحيا وانصرف.

يا اُمّةً وليَ الشَّيطانُ رايتَها

ومكَّنَ البغيّ منها كلَّ تمكينِ

ما المُرتضى وبنُوه منْ مُعاويةٍ

ولا الفواطمُ منْ هندٍ وميسونِ

ولمّا فرغ مسرف من وقعة الحرّة ، بعث برؤوس أهل المدينة إلى يزيد ، وكتب إليه يخبره بما صنع ، فلمّا اُلقيت الرؤوس بين يديه ، قال :

ليتَ أشياخي ببدرٍ شَهدوا

جزعَ الخزْرجِ منْ وقعِ الأسلْ

لأهلُّوا واستهلُّوا فَرحاً

ثُمَّ قالوا يا يزيدُ لا تشلْ


[١] العصا : فرس جُذيمة الأبرش. والعُصيّة ، بصيغة التّصغير : اُمّها. مثل يُضرب للشيء يُشبه أصله.

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 584
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست